خلاصه ماشینی:
"هل مناهجنا التعلیمیة الظاهرة،و ما تتضمنه من معارف و اتجاهات تمثل اعدادا للفرد بحیث یصبح اکثر فهما و درایة و تکیفا مع المجتمعات الصناعیة الاوروبیة منه مع مجتمعه العربی؟(و من هنا یصبح متطلعا الی انتهاز فرصة الهجرة بمجرد ان تسنح له،حیث یجد مجالات خصبة لتطبیق ما تعلمه فی مجال الطبیعة و الجیولوجیا او الابحاث الالکترونیة و مجالات الا و توماتیة فی الوقت الذی لم تعده دراساته لمشکلات الصناعات الصغیرة و المتوسطة و الزراعة و البحث عن مصادر المیاه الجوفیة و مشکلات محو الامیة و غیرها من مشکلات مجتمعة الناجمة عن التخلف و الموارد المحدودة)و هل النظام التعلیمی-سواء فی نشاطات التدریس او البحوث-علی درجة من الجمود لا تسمح بالمبادرة و التجریب و التطویر،مما یجمد بدوره طاقات الکفایات العالیة،و یدفعها الی السعی لتحقیق ذاتها خارج مجتمعها؟ و حین نشیر الی السیاسة التربویة و مناخها فی بلادنا کعامل من عوامل نزیف العقول،انما نرکز علی جانب قوی الدفع و الطرد المحلیة فی حدوث هذه الظاهرة.
ثم الیس غریبا ان تتوسع الاعداد الملتحقة بالمؤسسات التعلیمیة و نجد فی نفس الوقت زیادة مطلقة فی حجم اعداد الامیین علی نطاق البلاد العربیة عامة؟و هل نتجاوز حدود المعقول ان نوجد معامل ارتباط بین زیادة عدد الخریجین و بین قلة الانتاجیة للفرد او زیادة البطالة المقنعة؟ و مع هذا کله نعود الی منهجنا فی العلاقة بین النظام التعلیمی و بین نظم المجتمع الاخری، سیاسیة و اقتصادیة و اجتماعیة،و الی ما بین هذه النظم من تاثیرات متبادلة فاعلة و منفعلة و لیس من الانصاف العلمی ان نلقی اللوم عی التعلیم وحده او علی خریجیه وحدهم فی قصور انتاجیة العمل و ضعفها فی قطاعات الانتاج و الخدمات."