خلاصه ماشینی:
"هی حال امتنا العربیة مع قضیة:الوحدة الوطنیة و القومیة،و خاصة علاقة هذه القضیة بالاسلام.
و لقد ترتب علی موقف الاسلام،هذا الذی أنکر و ینکر الحرب الدینیة،أن تقررت لشوب الدولة
اختلاف الأدیان و المعتقدات،فلقد سارت شعوب الدولة العربیة الی حیث أصبحوا أمة و قومیة واحدة،
لکن أعداء هذه الامة أرادوا،و هم یریدون،أن تتحول تلک الایجابیة الکبری الی سلبیة أکبر،
هذه الأمة القومیة و الوطنیة،و ان تتحول الجزر البشریة غیر المسلمة،بل و بعض المذاهب الاسلامیة،
الاستعماری الأوروبی الذی هبت علینا أعاصیره منذ حملة بونابرت[1769-1812 م]علی مصر
عصر الیقظة العربیة بعد حملة بونابرت علی مصر یلمح وعی هذه الحرکة و قادة هذا العمل بأهمیة سلاح
یقظتها،لأهمیة الوحدة الوطنیة،و لدور العلاقات و الروابط القومیة التی تؤلف بین ابناء الأمة الواحدة
ثم یمضی الطهطاوی فیقدم الی الأمة فکرا مستیرا یطوی صفحة التاریخ الذی کان یقسم الناس
الذی فضح اسطورة الوفاق و الاختلاف علی أساس المعتقد و الدین،و أبرز المعاییر القومیة و الاجتماعیة
الیهودیة للحیلولة بین العرب و بین وحدتهم القومیة،و ذلک عندما یکتب الی سفیره فی الآستانة طالبا منه
الذی یحول بین مصر و بین قیادة الوحدة القومیة للأمة العربیة.
و لقد کان الکثیر من اسلاف هذه الطائفة أمناء علی مال الحکومة
و بین صفوف الساسة و الکتاب المصریین المسیحیین کانت لمدرسة الاستنارة و الوحدة الوطنیة
من وسائلها التی تتذرع بها الی قطع العلاقات بین الأقطار العربیة و اضطهاد العاملین لتحقیق الوحدة
علی هذا النحو کانت یقظة الامة لما یدبره اعداؤها لحاضرها و مستقبلها من تمزق و شتات یحول
ذلک ان الرهان،رهان الأعداء،منذ قیام اسرائیل قد أصبح علی هذا الجواد،جواد الطائفیة"