خلاصه ماشینی:
"و لعل من أبرز مظاهر ذلک عملیة النسبة،و یقصد بذلک نظام تعریف الفرد داخل البازار،إذ تتمیز المجتمعات العربیة،بسبب طبیعة اللغة العربیة،بنظام لغوی یمکن من ربط الهویة، سواء بناء علی النسب أو القرابة أو مکان الولادة أو الإقامة أو الطریقة الصوفیة أو الحرفة التی یعمل فیها الفرد،و غالبا ما تستخدم جمیعها بحیث یمکننا من خلال لقب الفرد فی السوق أن نکون-إن کنا من أصحاب المعرفة-عنه فکرة سریعة قد تسهل علینا الکیفیة التی ینبغی أن نتعامل بها معه.
و ترتبط العضویة فی الزاویة بما یعرف بالحنطة فی بازارات المغرب،و یقصد بذلک مجموعة اجتماعیة ترتبط بممارسة حرفة أو عمل معین،بحیث نجد مثلا أن غالبیة النجارین أو البزازین أو الحدادین ینتمون لزاویة(أو طریقة)ما و هکذا تتوزع الحرف بحسب الزوایا بشکل عام مما یولد نوعا من التداخل و الترابط بین الأفراد و یمکنهم من المشارکة انطلاقا من ضبطهم فی الحیاة الاجماعیة العامة فی مجتمعهم المحلی و تقدیم المساعدات المتبادلة بینهم بما یکفل مصالحهم المشترکة إضافة إلی أن هذه المجموعات متماسکة تسهل من مشارکتهم الجماعیة فی إحداث مدینتهم أو حتی علی مستوی القطر بأجمعه،سواء فی شکل احتفالات طقوسیة أو مظاهرات أو احتجاجات عامة.
و لعل من أبرز أدوار الشیخ هو دور الشهادة، فی حالة خروج الموضوع من الدائرة الداخلیة لأبناء الصنعة،أمام السلطات المحلیة و علی وجه الخصوص مسؤول السوق فیها و الذی یعرف فی تراثنا بالمحتسب أو صاحب السوق،کذلک یعتمد القاضی أقوال و آراء شیخ الصنعة فی ما یقابله من قضایا تتعلق بالسوق،و کما ذکرنا قد لا یقتصر الأمر فقط علی منازعات تتعلق ببیع أو تصنیع سلعة و إنما قد یتجاوز ذلک إلی قضایا أسریة خاصة کالزواج أو الطلاق أو الدیون أو المشادات داخل البازار."