خلاصة:
ينشأ الاضطراب التطريزي (Dysprosody) عند المصاب بالحُبسَة التعبيرية، إذ يفتقد المريض في هذه الحالة إصدار الأصوات، ويصاحب ذلك اضطراب حركي في الجهاز النطقي. ولهذه العلة انكب الباحثون على دراسة هذا الجانب من القصور اللغوي، بحيث اعتمدوا مقاييس تطريزية (المدة Duration والكثافةIntensity ، والتردد Frequency) في دراسة هذا الموضوع
ملخص الجهاز:
"4- بعض النماذج الإجرائیة لدراسة الحبسة التعبیریة انطلق کاندور وآخرون (1988، Gandour ) من متن لغوی آسیوی، وتحدیدا لهجة أو لغة طای (THAI) کمادة أو عینة للدراسة الأکستیکیة، ذلک أن هذه اللغة تحقق خمس نغمات، وقد استخلصـت دراسـات دانلـی وشبـیـرو (Danly and shapiro 1982)، أن درجة إتلاف واضطراب المظاهر التطریزیة غیر متساویة، وهذا لا یعنی اضطراب جمیع المظاهر التطریزیة، فالبعض منها لا یمس بأذی، وفی حالات خاصة یبدو أن المدة الزمنیة فی کلام المصاب بالحبسة التعبیریة أکثر تعرضا للاضطراب من التردد الأساسی (FO) .
وتشتمل السمات التطریزیة للکلام علی ثلاث خصائص أکوسیتیکیة، وهی : المدة والکثافة والتردد الأساسی، هذه الأخیرة بدونها لا یمکن تحدید المدی الصوتی، وإیقاعه وتناغمه، إذ إن هناک لغات نغمیة توظف النغمة کأساس معجمی صوتی لتمییز الدلالة والتخاطب، وعلی هذا الأساس ، فإن المتکلم ینتج کلاما سلیما ویستعمل هذه النغمات حسب السیاق الذی یتحاور فیه، لکن الأمر یختلف عند من یفقد حاسة التعبیر النطقی (الحبسة الحرکیة) علی الرغم من إدراکه للسیاق التواصلی، وکنموذج علی هذا الکلام لغة طای (THAI) التی یوظف متکلموها خمس نغمات أثناء تواصلهم الیومی، وکل نغمة لها معنی بحیث یصل استعمال المتکلم السلیم لهذه النغمات فی لغة طای إلی 95% و 100% ، وهذه النغمات هی : منخفض (Low) ، عال (High )، (نصف منخفض) متنازل (Falling) – متوسط (Mid)، (نصف مرتفع) متصاعد (Rising).
أما النسق الصوتی التنغیمی عند المصاب بالحبسة التعبیریة فمختلف تماما عن تنغیم المتکلم العادی، کما وکیفا، بحیث یقتصر هذا الاستعمال اللغوی لدیه علی توظیف بعض النغمات دون أخری، وتصل درجة ذلک إلی 35 % ، وأحیانا یستبدل نغمة متوسطة بنغمة عالیة فی سیاق لا یتطلب توظیف تلک النغمة."