خلاصة:
إن الشاعر الحدیث أخذ یوظّف الكلام الغامض غیر المباشرة فی شعره وقد لجأ إلى مختلف الوسائل
الفنیة بغیة إنجاز هذه المهمة. والقناع إحدى هذه الوسائل التی تحمل فی طیاتها سمة الغموض؛ وإنه
تمثیل لشخصیة تاریخیة فی الغالب والشاعر یختبئ وراءها عن موقف یریده أو محاكمة نقائص العصر
الحدیث من خلالها. للقناع علاقة وشیجة مع الرمز والأسطورة ومكونات الدرام خاصة المونولوج. والشاعر
عبدالعزیز المقالح قد عمد إلى توظیف هذه التقنیة لتوعیة شعبه إزاء جور السلطة وذلك باختفاء وجهه
خلف قناع نوحڭ. وقصیدة)مقتطفات من خطاب نوح بعد الطوفان»تعتبر القصیدة الأولى التی استخدم فیها
الشاعر تقنة القناع وهذه الدراسة تحاول البحث عن كیفیة نجاح الشاعر فی توظیف القناع معتمدة على
المنهج الوصفی التطلیلی وذلك من خلال دراسة ثلاث محاور: المونولوج الدرامی. والقناع والوجهء وزحزحة
القناع. والشاعر فی مجال زحزحة القناع لجا إلى الانزیاح لإضفاء الملامح العصریة للشخصیة التاریضیة
وإقامة أواصر العلاقة بینها وبین نفسه. والوجه والقناع لا ینفصلان بعضهما عن البعض وإنما یتوازیان حتى
نهایة القصیدة مع أن القناع یغلب على الوجه أحیاناً. كما أنه قد استغل المونولوج الدرامی فی قصیدته رغم
استخدامه المفردات التی تناقض هذه الغایة كمفردة الخطاب التی توی بالكلام علانیة.
ملخص الجهاز:
وقصیدة»مقتطفات من خطاب نوح بعد الطوفان»تعتبر القصیدة الأولی التی استخدم فیها الشاعر تقنة القناع، وهذه الدراسة تحاول البحث عن کیفیة نجاح الشاعر فی توظیف القناع معتمدة علی المنهج الوصفی التحلیلی وذلک من خلال دراسة ثلاث محاور: المونولوج الدرامی، والقناع والوجه، وزحزحة القناع.
ویکون مبتغی المقال الإجابة عن الأسئلة التالیة: لماذا قام المقالح بتوظیف القناع فی قصیدة »مقتطفات من خطاب نوح بعد الطوفان»؟ کیف وظف الشاعر مکونات القناع أی الوجه والقناع والمونولوج الدرامی والاتجاهین الهابط والصاعد فی القصیدة؟ 2- خلفیة البحث إن القناع من الأسالیب الأدبیة التی مازالت تعنی بها الدراسات الأدبیة وقد نشرت عنه مقالات لا تعد ولا تحصی فی المجلات العربیة والفارسیة فجلها تناولت الوجه والقناع ولم تتجاوز الخطی لتبیین جمالیات هذه الظاهرة فی الشعر.
والکاتب فی البحث قد حذی حذو »جابر عصفور» فی بحثه المعنون بـ «أقنعة الشعر المعاصر: مهیار الدمشقی» مجلة فصول، المجلد الاول، العدد 4، 1981م، وقد رسم الناقد عصفور إطارا جدیدا لدراسة القناع فی الشعر؛ ذاک الذی لم نعثر مثله من المقالات فلذک اعتمدنا فی دراسة هذه القصیدة علی هذا النمط لکونه لم یوظف کثیرا فی دراسة القناع کما أنه یبدو أکثر صوابا وتقییما فی إبراز نجاح الشاعر توظیفه القناع.
5- النتیجه تعد قصیدة «مقتطفات من خطاب نوح بعد الطوفان» القصیدة الأولی التی قام المقالح فیها بتوظیف تقنیة القناع.
وبما أن القصیدة تتمحور علی سرد أحداث طوفان نوح ظاهریا ومعاناة الشعب الیمنی فی الحقیقة، إلا أن الفعل المضارع وظف توظیفا متعادلا مع الماضی وهذا یشیر إلی خلق التوزان بین التجربة التاریخیة والتجربة المعاصرة التی تنم عن مدی نجاح الشاعر فی استخدام القناع.