ملخص الجهاز:
"زد علی ذلک أنها صارت عاجزة عن تحصیل و اراداتها من ضرائب و رسوم مما جعل الموازنة تقع فی عجز کان یزید مع سنوات الحرب 400 ملیون لیرة فی سنة 1979 إلی حوالی 6 ملیارات لیرة فی سنة 1982 علی فداحة الخسائر التی حلت بالاقتصاد و تفاقم المشاکل الاجتماعیة خلال الفترة 1975-1982 فإن الوضع الاقتصادی-الاجتماعی لم یصل الی حافة الانهیار علی العکس حافظ هذا الوضع علی درجة کبیرة نسبیا من التماسک لما ذا؟لأن دفق الأموال الآتیة من الخارج عوض الی حد بعید عن الخسائر التی لحقت الاقتصاد.
2-الاقتصاد اللبنانی بعد الاجتیاح: نخلص من مجمل ما تقدم إلی القول بأن الخسائر الفادحة التی لحقت بالاقتصاد اللبنانی خلال الفترة 1975-1982 ساهمت و لا شک فی الاختلالات و المشاکل التی کان یعانی منها لبنان قبل الحرب إلا انها(الخسائر)لم تحدث تغییرا جوهریا فی البنیة الاقتصادیة للبلد هذا من جهة و من جهة ثانیة لم تدخل الحیاة الاقتصادیة فی مرحلة الشلل ذلک أن دفق الأموال الآتیة من الخارج کان من الزخم بحیث أعطی للحیاة الاقتصادیة انفاسا متجددة.
من الواضح أن هذه الظاهرة هی مصاحبد لظاهرة أخری و علی علاقة مباشرة معها و هی ظاهرة تدهور قیمة اللیرة اللبنانیة خارجیا أی تدهور سعر صرف العملة اللبنانیة اتجاه العملات الأخری و هذا من السهل فهمه لأن لبنان الذی کان یستورد قسما کبیرا من حاجاته قبل الحرب أصبح خلال الحرب و نتیجة لتقلص الانتاج المحلی یستورد أکثر من 80%من حاجاته السلعیة فمن الطبیعی إذن أن ینعکس کل انخفاض لسعر صرف اللیرد اللبنانیة مزیدا من الارتفاع فی اسعار الحاجات المفروضة فی السوق المحلیة."