ملخص الجهاز:
"و تتولی حکومة الیمن الإنفاق علیهم فی مصر و عددهم حوالی السبعین شابا،کلهم متعطش إلی العلم لا یضیع الفرصة التی أتاحتها له حکومته فی الأیام الأخیرة و فی جملة الشهادات العالیة من لیسوا علی جانب کبیر من الثقافة الأدبیة و اللغویة،و من لیسوا علی شی من سعة الاطلاع و فیمن أعفی من تطبیق إلغاء الاستثناءات من عبر «المانش» أما من أنفق الشباب و سهر اللیالی و آذی عینیه و أسقم جسمه فی التحصیل و التثقیف فلا حساب له-فی نظر دولتنا- مع هؤلاء و لا هؤلاء!و یجب أن تمنع القطرات التی قطرتها الدولة فی فمه و فم عیاله فی مدی ثمانیةعشر عاما و هکذا وزن قیم الناس فی هذا البلد عباس خضر و مع أن هؤلاء الطلائب کانوا یعیشون معیشة الشظف،لأن مخصصاتهم فی ذاتها ضئیلة.
أما عن تکاسلنا فی اقتناء مؤلفات أدباء السودان فأقول أین هی؟إننی أعتش یومیا فی مکاتب بغداد فلا أجد ذکرا لکتاب سودانی،تری ما هو السر؟أما عن صحافة السودان فکیف تستطیع الحصول علیها إذا کانت لا ترد العراق؟ إذا کان أصحاب الصحف أشحاء حتی فی إرسالها إلنیا!أما عن التعریف بالأدب السودانی فالجواب أترکه لأخوانی أدباء السودان؟ألم أعمل جاهدا فی سبیل هذه المعرفة بواسطة ما أنشره عنهم فی صحف العراق و غیرها من صحف البلاد العربیة؟ ألم أسع فی نشر آثارهم علی القراء؟أبعد کل هذا الجهد و العمل الذی لا أرجو منه سوی التقارب بین البلاد العربیة أهاجم و أطعن فی الصمیم؟ماذا ترید منا صحیفة«النیل»بعد هذا؟ أترید أن تسلب منا حتی شعور الوحدة؟لقد حاربنا بعض الساسة و الرجعیین و الأدباء فی العراق لجرأتنا و قولنا الحق و تفضیلنا شوقی علی الرصافی و مناداتنا بزعامة مصر و إعجابنا بنهضة مصر الأدبیة حتی کدنا أن نحطم القلم و نهجر قول الشعر لنترک للغربان النعیب،فهل ترید أسرة تحریر«النیل»أن تحذو حذو الجهلة فی العراق؟هذا ما أترکه لأبناء السودان، لأننا نعرف جیدا أن من واجبنا تأدیة الرسالة التی نضطلع بها، و لو ذقنا من أجلها الدمار."