ملخص الجهاز:
"قاعدة «لا حرج» عند القرافی القرافی صاحب کتاب الفروق، وهو شهاب الدین أبو العباس أحمد بن العلاء المنهاجی المعروف بالقرافی (684هـ)، حظی کتابه بمکانة مرموقة بین کتب التقعید الفقهی، وقد تضمن 648 قاعدة( 561 )، إلا أن القرافی ـ وکابن عبدالسلام ـ اکتفی بشرح إجمالی لمواضیعه دون التفصیل؛ فلم یرد ـ مثلا ـ أصل أو عنوان لقاعدة من القواعد فی باب القاعدة الأولی، وهی تبعیة العمل للنیة، سوی بعض الإشارات فی مسائل النیة وبشکل مختصر جدا، وفی الفرع الثانی والعشرین بعد المائة، اکتفی بذکر الفروق بین قاعدة الریاء وقاعدة التشریک فی العبادات( 562 )، وهکذا بالنسبة لبقیة القواعد الأخری، إن لم یکن أکثر اختصارا أیضا.
ویستنتج من ذکر هذه الفوائد الأربع أمور لدی مقارنتها بکتابی قواعد الأحکام والفروق؛ حیث یمکن تصنیف ما جاء فی القواعد والفوائد إلی ستة مواضیع: الاول: هو الفائدة الأولی: المشقة الموجبة للتخفیف هی ما تنفک عن العبادة غالبا، أما ما لا تنفک عنه فلا، کمشقة الوضوء والغسل فی السبرات، وإقامة الصلاة فی الظهیرات، والصوم فی شدة الحر وطول النهار، وسفر الحج، ومباشرة الجهاد، إذ مبنی التکلیف علی المشقة، إذ هو مشتق من الکلفة، فلو انتفت انتفی التکلیف، فتنتفی المصالح المنوطة به، وقد رد الله علی القائلین: (لا تنفروا فی الحر( بقوله: (قل نار جهنم أشد حرا( (التوبة: 81).
فوراق منهج الشهید عن منهج القرافی وابن عبد السلام فی التقعید الفقهی بعد نقل هذه المواضیع الستة ـ بالنص ـ عن کتاب القواعد والفوائد، تتضح لنا مسائل فی المقارنة بینه وبین کتابی: قواعد الأحکام والفروق هی کالآتی: الفارق الأول: ثمة تقارب کبیر بین ما جاء فی الموضوع الأول والرابع وما طرح فی قواعد الأحکام؛ فلاشک فی أخذ الشهید الأول عن ابن عبدالسلام فی هذا الباب، وإن تبنی بدوره ما جاء فیه واستشهد بالآیات القرآنیة، وهکذا بالنسبة للموضوع الثالث ـ ضابط المشقة ـ فإن الإطار العام مأخوذ عن کتاب الفروق الذی أشار أیضا لروایة کعب بن عجزة."