ملخص الجهاز:
وقد جرت علی لسان باب مدینة علم رسول الله (ص)، وصایا نافعة فی رسائل جامعة، فی أداء محکم ومعنی دقیق واضح ولفظ عذب سائغ ما جعلها حِکَماً ومواعظ-، وأمثلة تُحتذی.
وقد وصف أحدهم کلامه بأنه: دون کلام الخالق وفوق کلام المخلوقین.
وللتعرّف إلی آلائه النافعة، والتزوّد من حِکمه الواعظة، ننشر مقتطفات منها مع شرح، تشارکوننا فی سبره غوره، لبعض الألفاظ الخفیة، آملین أن نصل وإیاکم إلی فهم کلامه وتطبیق تعالیمه لننال بذلک شفاعته والشرب من حوضه.
ینتقل الإمام علی علیه السلام فی هذا المقطع من خطبته الأولی من نهج البلاغة إلی خلق الفضاء الذی هو الفراغ فیظهر لطیف الصنع، وبدیع الترتیب، وحکمة التنسیق، حیث تنقاد الأشیاء، بعد خلقها، انقیاداً طوعیاً، أو لیس إذا أراد شیئاً إنّما یقول له کن فیکون؟ "ثم أنشأ فتق الأجواء، وشّقّ الأرجاء، وسکائک الهواءِ، فأجری فیها ماءً، متلاطماً تیّاره، متراکماً زخّاره، حمله علی متن الریح العاصفة، والزعزع القاصفة فأمرها بردّه، وسلّطها علی شدّه، وقرنها إلی حدّه، الهواء من تحتها فتیق، والماء من فوقها دفیق".
4- متلاطماً تیاره: متدافعاً موجه متشاجرة أمواجه مؤتلفة أمواجه.
5- متراکماً زخّاره: المد والجزر متراکم امتداداً وارتفاعاً منثنیاً فوق بعض, 6- الزعزع القاصفة: عصف الریح الشدید الریح المهدّمة الریح غیر الثابتة.
7- أمرها بردّه: أعادها إلیه أوقفها منعها من الهبوط.
8- سلطها علی شدّه: أعطاها القوة أمرها بلجم وثاقه منعه من الحرکة إلی الأسفل.
9- الهواء فتیق: الهواء المفتوح مبالغة من الفتق (الشق) الق المنبسط.
10- الماء دفیق: المندفع بقوة مبالغة فی الدفق (الدفع) الماء السریع الجریان.