أثر الوراثة و التربیة فی شخصیة الطفل مقاله

تربیة: أثر الوراثة والتربیة فی شخصیة الطفل فاطمة السید قاسم إن شخصیة الإنسان منذ بدایة وجوده إلی یوم وفاته یحددها بشکل أساسی عاملان، هما عامل الوراثة وعامل التربیة. نفهم من هذا الحدیث بأن عامل التربیة یتغلب علی الفطرة. الواقع أن الفکرة التی ذهبنا إلیها لا تنفی بالضرورة العامل الوراثی، لکنها تؤکد أولویة التربیة، کما إننا نری أن المعنی الموجود فی الآیة الکریمة والحدیث الشریف إنما ینصرف أساساً إلی التربیة لأن الفسق والفجور ودنس العرق لیست من فطرة الأبوین، وإنما اکتسباها عن طریق التبیة فولدت فیهما طبیعة ثانیة تأصّلت مع الزمن والإنسیاق فی المعاصی حتی غدت طبعاً أصیلاً أورثاه لولدهما فإذا ما تمادی هؤلاء فی فسقهم وفجورهم فإنهم لن یهیئوا لأولادهم إلا تربیة من جنس أخلاقهم وبالتالی فإنهم لا یلدون إلا فاجراً کفاراً. ویری العلماء أن التربیة عامل قوی جداً، حیث تقدر أحیاناً علی أن توقف الخواص الوراثیة السیئة وتعود بالأفراد إلی طریق السعادة والکمال، وقد لا تعطی التربیة نتیجة حتمیة کاملة.. «کل مولود یولد علی الفطرة..