چکیده:
لایمکن أن تتحقق نهضة فی منطقتنا الاسلامیة إلا وفق منظور حضاری أصیل فی هذه
الامة. وهموم هذه النهضة یشترک فیها العرب والایرانیون ، وکادت الثورة أن تدفع
بالمسیرة الحضاریة للامة علی طریق تحقیق الاهداف المرجوة منذ انطلاقتها الأولی،
ولکنها حوصرت وتأخر تحقیق المشروع النهضوی ولم ینتف. والباحث یستعرض فی جولة مزیجة
من الوثائق والتحلیل وبث الشکوی وضع المسلمین وسبل النهوض من خلال التعاون العربی
- الإیرانی.
خلاصه ماشینی:
"تحدثنا الآیة الکریمة السابقة عن عمق هدف الوحدة من خلال إظهارها لنتائج الوحدة وآثار التفکک والتفرقة، فالمجتمع الجاهلی - وکلمة جاهلیة تتحرک فی کل زمن یبتعد فیه الإنسان عن الله - کان یحمل بین طیاته عوامل الضیاع والانقسام والتشرذم إلی عصبیات قبلیة، وعقد طائفیة، وعاطفة ساذجة ممزوجة بالحقد والبغضاء، بینما کانت الحالة مختلفة تماما تحت ظل الدولة الإسلامیة الواحدة التی عملت علی تجسید أهداف الوحدة، وتمثلت - بعمق ووعی - دعوتها الوحدویة المبنیة علی المحبة، والمودة، وروح التعاون والوفاق والأخوة والألفة فی ما هی الوحدة فی العاطفة والوجدان، وفی ماهی الوحدة فی الفکر الواحد أیضا، حیث لمت الدعوة الوحدویة الإسلامیة شعثهم، وجمعت کلمتهم، ووحدت صفوفهم فکرا وروحا، قلبا وقالبا، ونسفت من الجذور المناخات الجاهلیة بکل موروثاتها وتبعاتها السلبیة.
ولکننا نود أن نقول للجمیع بأن الإمام الخمینی(رضی الله عنه) لم یعط تلک الاتجاهات أیة فرصة لتنمو وتتعملق وتمتد داخل ایران، بل قطع الطریق علیها بمجموعة من المواقف المبدئیة الثابتة، وحشد لها نصوصا وأقوالا متراصة لاتزال موجودة بقوة فی الحرکة السیاسیة الخارجیة للجمهوریة الاسلامیة، بل إنها تعد من أهم الشعارات الوحدویة العملیة التی سلکت تعابیر وطرقا أخری، وإن بدا ذلک للکثیرین بأنه تراجع عن أسس وثوابت الثورة الإسلامیة، علی صعید حرکتها الخارجیة الداعمة للعدل والتحرر والوحدة الإسلامیة."