چکیده:
أعدت هذه المقالة علي أساس دراسة حول ممارسة التشويق والعقاب باعتبارهما من أهـم الأساليب المؤثرة في التربية الأخلاقية . فبناء علي التعاليم الدينية تحظي التربيـة الأخلاقيـة بأهمية خاصة تقدمها علي سائر أنواع التربية التي يحتاج إليها أبناؤنا ليکون لهم تواجد نافع وبناء ومؤثر في المجتمع . إذ يعول عليه في کافة أنواع الإعداد اللائـق اجتماعيـا وسياسـيا واقتصاديا وما إلي ذلک . لقد کان التشويق والعقاب محط أنظار الأوساط التربوية والتعليمية منذ أمد بعيد وحتي اليوم وقد عني به خبراء التربية والمربون والآباء والأمهات وعدوه رکنا أساسيا وحاسما في عملية التربية والهداية والإرشاد. وکذلک بالنسـبة للنظـام الإرشـادي القائم علي أساس التعاليم الدينية فإن الأصل هو الحث والتشويق ، حيـث نـري أن القـرآن وفي مواضع عديدة وکذلک المعصومين عليهم السلام يؤکدون علي السمو بمنزلة الإنسـان من خلال النظرة التبشيرية وتعزيز الحوافز الفردية والجماعية . وهذا ما نحن بصدده في هـذا المقال إذ نعتقد أن العقاب المنشود في الإنشاء الديني إنما يأتي من أجل التنبيه والتخويـف من العواقب الوخيمة التي يترتب عليها السلوک القبيح . وبناء علي هذا فإننا نقوم فـي هـذه الفرصة المتاحة بإيضاح التربية الأخلاقية ، ومکانتهـا وضـرورتها بحسـب مقتضـي المقـال وذلک بأسلوب وصفي وتحليلي ؛ أملا في أن نواکب المساعي القيمة التي بـذلها المفکـرون الکرام في مجال التربية والتعليم من أجل السمو بالقيم الإنسانية عبر انتهاج أساليب التربيـة الصحيحة ، فتخظي دراستنا الموجزة هذه باهتمام الأسر الکريمة والمربين والمعلمين وجميع المعنيين بشؤون التربية الأخلاقية ، وما توفيقي إلا بالله عليه توکلت وإليه أنيب .
خلاصه ماشینی:
"وبناء علی هذا فإننا نقوم فـی هـذه الفرصة المتاحة بإیضاح التربیة الأخلاقیة ، ومکانتهـا وضـرورتها بحسـب مقتضـی المقـال وذلک بأسلوب وصفی وتحلیلی ؛ أملا فی أن نواکب المساعی القیمة التی بـذلها المفکـرون الکرام فی مجال التربیة والتعلیم من أجل السمو بالقیم الإنسانیة عبر انتهاج أسالیب التربیـة الصحیحة ، فتخظی دراستنا الموجزة هذه باهتمام الأسر الکریمة والمربین والمعلمین وجمیع المعنیین بشؤون التربیة الأخلاقیة ، وما توفیقی إلا بالله علیه توکلت وإلیه أنیب .
ق وسواء أکانت التربیة الأخلاقیة معتمدة علی الأساس الدینی أم کانت منفصـلة عـن المفـاهیم الدینیة فإن الجمیع یتفقون علی أن عملیة التعلیم والتربیة الحدیثة لابـد وأن تؤکـد علـی التربیـة الأخلاقیة وتأخذها بنظر الاعتبار أکثر من ذی قبل وأن تدرجها فی المناهج الدراسیة وألا تنظـر إلی الأخلاق علی أنها قضیة فردیة (٣٢ :١٩٩٧ ,Tyree, Carolyn).
ومازال بعض المنظرین من جیل القرن العشرین یوکدون علی التشویق والانضباط الذاتی فی إطار مساعیهم الرامیة إلی ترسیخ قیمة التربیة والتعلیم الفکـریین المعتمـدین علـی التعـرف إلـی شخصیة الطفل (کلابارد نقلا عن دانش بجوه ، ١٣٧٥: ٣٤٥).
فالتنبیه فی اللغة بمعنی الإشعار، والتحذیر الذی یوجه إلی من تصدر منهم أعمال ذمیمة ، وفی الحقیقة فإن التنبیه الذی یدل علی العقاب هو نوع من الإشعار بمنبه زاجر ومؤذ بعد صدور سلوک مشین من المرء، وذلک من أجل الحد من ذلک السلوک (سیف ، ١٣٧٥: ٣٦٤).
فعلی سبیل المثال لو أن طالبا ضـعیف الذکاء تمکن بعد جهود حثیثة واجتهاد مستمر أن یرقی درجته من ٧ إلی ٩ فإنه ینبغی أن یشوق وتقدر أتعابه (خاصة وأن المرحلة الابتدائیة من حیاة الطالب هی مرحلة الحاجـات الأولـی مـن حیاته وأن التشویق المادی والمعنوی فی مثل هذا العمر ذو تأثیر شدید)."