چکیده:
أصبحت العلاقة بين الدولة العباسية والإمبراطورية البيزنطية خلال أيام الرشـيد عدائيـة أکثر من ذي قبل . من ناحية أخري کان التفاهم الذي توطد بين العباسيين والفرنجة مـن أهم الاسباب التي حالت بين البيزنطيين وبين مواصلة العدوان بخوفهم من تعاون الطرفين عليهم والذي لم يختف بوفاة الرشيد؛ بل ظلت أواصره معقودة حتي أوائل عصر المأمون . خلف شارلمان الکبير، أباه ببين القصير علي عرش فرنسا، وعلاقته مع القسطنطينية غيـر حسنة علي ما کانت عليه في عهد والده . وأراد البابا أن يستفيد من قوة شـارلمان . ولـذا رغب البابا في تتويج شارلمان فدهنه بالزيت المقدس وألبسـه تـاج الإمبراطوريـة فـي أواخر القرن الثامن . وکان شارلمان مضطرا للحفاظ علي علاقات دبلوماسية مع بغداد، إذ کان لهما عدو مشترک وهو الدولة الأموية في الأندلس . فشارلمان لم يتقرب إلي الرشيد ولم يجب هذا طلبه ويبادله الصداقة و المودة إلا إذا إقتضت مصالحهما السياسـية . هـذه الأمور وعوامل أخري ساعدت علي استئناف الصـلات بـين الخليفـة هـارون الرشـيد وشارلمان الکبير.
خلاصه ماشینی:
"کان التفاهم الذی توطد بین العباسیین والفرنجة من أهم الأسباب التی حالت بـین البیـزنطیین وبین مواصلة العدوان بخوفهم من تعاون الطرفین علیهم والذی لم یختف بوفاة الرشید، بل ظلـت أواصره معقودة حتی أوائل عصر «المأمون »، وحین نقرأ أن آخر السـفارات التـی وصـلت إلـی البلاط العباسی کانت سنة ٢١٦ هـ/ ٨٣١ م (لویس ، ١٩٦٠: ١٩٨).
أما فی المصادر العربیة القدیمة فلا توجد أیة إشـارة إلـی هذه الصلات ؛ ولکن أشارت بعض المصادر الجدیـدة إلـی جوانـب مـن هـذه الصـلات ومنهـا: «الإمبراطوریتان البیزنطیة والرومانیة الغربیة زمن شارلمان » لعفاف سید صبره التـی طبعـت سـنة ١٩٨٢ والمقالة التی ألفها «زهدی الدایه » تحت عنوان «هارون الرشید وشارلمان » وعالجت هـذا الموضوع فی ثلاث صفحات فقط واخیرا مقالة «وسام عبدالعزیز فرج » تحت عنـوان «دراسـات فی تاریخ وحضارة الإمبراطوریة البیزنطیة » أشارت إلی وجود العلاقات بین الحضارتین .
فلا یبعد أنهما تبادلا السلام فی قبة الإسلام ، وتصافحا مصـافحة الأخـدان فـی وادی دجلة ولم یکن ببین القصیر آخر من سعی إلی خطب ود العباسیین من بنی قومه بل حذا حـذوه شارلمان فأرسل بعثة إلی العراق سنة ٧٩٧ م مؤلفة من ثلاثة رجال ؛ جاوؤا بغداد فی عهد هارون الرشید وکان بینهم إسحق الیهودی (غنیمة ، ١٣٣٩: ٥١٠).
وأن هارون الرشید أرسل وفدا إلـی شـارلمان سـنة ٨٠١ م وعلی رأس الوفد شخصان أحدهما فارسی ، خرج من بغداد بأمر الخلیفة ، والآخـر مـن إفریقیا من قبل ابراهیم بن الاغلب أمیر القیروان ، وأمر شارلمان أن یستقبل هذا الوفد الذی مثل بین یدیه فی تموز سنة ٨٠٢ م فی اکس لاشابل وأخبراه بأن الکونتین قد توفیا وأن إسحاق فی طریقه إلی فرنسا."