الصفحة الاخیرة؛ عصر الحجارة... ادب و هنر

"(به تصویر صفحه مراجعه شود)کانت الشمس قد جنحت لملغیب و شیئا فشیئا بدا الظلام یجثم علی الصدور و النحور و یخیم علی‌ القلوب و العقول،و قد تلبدت السماء بالغیوم و الهموم... و استسلموا للسبات العمیق،وراح اللیل یتمظی بکلکله، و کأن أمرأ القیس کان یشکو طول هذا اللیل: فقلت له لما تمطی بصلبه‌ و أردف أعجازا و ناء بکلکل ألا أیها اللیل الطویل ألا انجل‌ بصبح و ما الإصباح منک بأمثل و کأن النابغة الذبیانی أحد أبناء هذه القریة التی استسلمت لقبضة ید الظلام الدامسة و أدرکه حلوک‌ اللیل: فإنک کالیل الذی هو مدرکی‌ و ان خلت أن المنتأی عنک واسع حتی نسی الناس لون السماء المتلألئة،و لم تعد العیون تبصر بریق النجوم التی تومض فی الهزیع‌ للعاشقین:هیا!... و راح رکب السراة و الحماة من أبناء القریة یقفون علی خطوط الدفاع المقدس و یطلقون فی الأفق نداءات الجهد و الأذان:الله أکبر..."