چکیده:
یعتبر المسند إلیه وأحواله(منها التقدیم والتأخیر)، من الموضوعات ذات أهمیة بالغة فی علم المعانی. یتمظهر المسند إلیه فی المبتدأ والفاعل ونائبه واسم النواسخ والمفعول الأول لـ"ظن" وأخواتها والمفعول الثانی لـ"أری" وأخواتها؛ کما أن حقه مرتبة التقدیم وذلک لأن مدلوله هو الذی یخطر بالبال أولا ولکونه المحکوم علیه، فیسبق الحکم طبعا. ولتقدیمه دوافع شتی تهدف هذا البحث بمتابعة المنهج الوصفی- التحلیلی، دراستها فی خطب نهج البلاغة. توصلت نتائج الدراسة إلی أن الإمام علی(ع) قد عنی عنایة شدیدة باستخدام المسند إلیه للتعبیر عن أفکاره ولتصویر خوالج صدره. فالأغراض البلاغیة الکامنة وراء تقدیم المسند إلیه فی خطب الإمام لا تقتصر علی الاهتمام والاختصاص فقط؛ إذ تتجاوز إلی غیرها کتعجیل المسرة فی السامع والتحذیر والتشویق والمدح والتعظیم والتحقیر والدعاء وذکر السبب وإفادة الشمول ونفیه.یعتبر المسند إلیه وأحواله (منها التقدیم والتأخیر)، من الموضوعات ذات أهمیۀ بالغۀ فـی علم المعانی. یتمظهر المسند إلیه فی المبتدأ والفاعل ونائبـه واسـم النواسـخ والمفعـول الأول لـ"ظن " وأخواتها والمفعول الثانی لـ"أری " وأخواتها؛ کما أن حقه مرتبـۀ التقـدیم وذلک لأن مدلوله هو الذی یخطر بالبال أولا ولکونه المحکوم علیه ، فیسبق الحکم طبعـا . ولتقدیمه دوافع شتی تهدف هذا البحث بمتابعۀ المنهج الوصفی- التحلیلی، دراستها فی خطب نهج البلاغۀ. توصلت نتائج الدراسۀ إلی أن الإمام علی(ع ) قد عنـی عنایـۀ شـدیدة باستخدام المسند إلیه للتعبیر عن أفکـاره ولتصـویر خـوالج صـدره . فـالأغراض البلاغیـۀ الکامنۀ وراء تقدیم المسند إلیه فی خطب الإمام لا تقتصـر علـی الاهتمـام والاختصـاص فقط ؛ إذ تتجاوز إلی غیرها کتعجیل المسـرة فـی السـامع والتحـذیر والتشـویق والمـدح والتعظیم والتحقیر والدعاء وذکر السبب وإفادة الشمول ونفیه .
خلاصه ماشینی:
"ثم جاء عبدالقاهر الجرجانی یقتفی أثر سیبویه حیث خصص بابا واسعا لآلیـۀ التقـدیم والتــأخیر، وقسـمها فــی بدایــۀ بابهــا إلـی نــوعین : النــوع الأول هـو التقــدیم علـی نیــۀ التأخیر(التقدیم المعنوی) حیثما لا یختلف الحکم الإعرابی للکلمۀ بمجرد نقله عن موضعه الأصلی وهو یضم تقدیم المسند؛ کخبر المبتدأ وتقدیم المفعول والنوع الثانی هو التقـدیم لاعلی نیۀ التأخیر(التقدیم اللفظی)، حیثما یخرج الشـیء بالتقـدیم عمـا کـان علیـه وهـو یشمل تقدیم المسند إلیه ؛ مثل تقدیم الفاعـل علـی الفعـل ، إذ یخـرج مـن الفاعـل إلـی المبتدأ.
ومن ذلک قوله (ع ) فی ذکر بعض خصائله : «والله لأن أبیت علی حسک السعدان ( ) مسهدا، أو أجر فی الأغلال مصفدا، أحب إلی من أن ألقی الله ورسوله یـوم القیامـۀ ظالمـا لـبعض العباد وغاصبا لشیء من الحطام »(الخطبۀ٢٢٤)؛ فغرض الاهتمام هو الباعـث علـی تقـدیم المسند إلیه وهو المصدر المؤول (البیتوتۀ علی النبات الشائک ) فی مستهل هـذه الخطبـۀ التی تدور حول أهم خصلۀ حاول الإمام طوال حیاته توطیدها فی نفوس أفـراد المجتمـع وهی الاجتناب للظلم والجور.
٣) ومن نمـاذج هـذا الضـرب من التقدیم فی خطب «نهج البلاغـۀ» قـول الإمـام علـی(ع ) فـی الإشـارة إلـی شـجاعته وفضائله : «أنا وضعت فی الصغر بکلاکل العرب وکسرت نواجم قرون ربیعۀ ومضر »(الخطبۀ ١٩٢)؛ فتقدیم المنسد إلیه (أنا) فی هذه الجملۀ تفیـد التخصـیص ؛ لأنـه یریـد الإمـام أن یشیر إلی لمحۀ من سوابقه المضیئۀ فی البأس والبسالۀ ویقول بأنه لم یستطع أحـد قبلـه أن یتغلب علی شجعان العرب وأبطالهم ، فهو الذی قام بوجههم وأبلاهم بلاء حسنا."