چکیده:
يعد القلب من الظواهر اللغوية الشائعة في اللغة العربية . وهو ظاهرة لم تختص بالشعر العربي القديم فحسب ، بل اتسع نطاقها بحيث يمکننا مشاهدة نماذج منها في القرآن الکريم . بما أن لهذه الظاهرة نطاقا واسعا في الأدب العربي وأيضا بسبب ماهيتها التي تؤدي أحيانا إلي انتقال أرکان الکلام من مکان إلي مکان آخ ر في الجملة وأحيانا آخ ر توجب التغيير في إعراب الکلمات ، دراسة هذه الظاهرة بجميع أبعادها وجوانبها اللغوية تصون التلقي عن الوقوع في الأخ طاء وتعينها في تحسين عملية قراءة النصوص وفهمها. تهدف هذه الورقة البحثية وفق النهج الوصفي التحليلي إلي دراسة ظاهرة القلب في اللغة العربية والإتيان بأمثلتها في الشعر العربي ونثره وکذلک الآيات التضمنة لها في القرآن الکريم ، لتسلط الضوء علي هذه الظاهرة بخصائصها اللغوية وأنواعها الختلفة في اللغة العربية وللرد علي عدة أسئلة منها : مدي أهمية القلب وأنواعه في علم العاني، ودواعي القلب ، وجواز الاعتراف بالقلب بوصفه أسلوبا من أساليب البلاغة العربية أو عدم جوازه وغير ذلک. وقد حققت الدراسة عدة نتائج تؤکد لنا أهمية ظاهرة القلب غير الستنکرة ـ بوصفها أسلوبا بلاغيا ـ في عملية قراءة النصوص ، منها : أنه من أهم دواعي استعمال القلب في اللغة تحسين الکلام لفظيا ومعنويا ومخالفة اللغة العيارية وخ لق الجو الشعري ، وأن الاعتراف بوقوع ظاهرة القلب في اللغة العربية يصوننا عن التمسک بمختلف التأويلات والتقديرات البعيدة التکلفة عند مواجهة القلب في النصوص ويساعدنا في فهمها.
خلاصه ماشینی:
"وفی العصر الراهن یمکننا الإشارة إلی بعض الکتب فی هذا الوضوع مثل ظاهرة القلب الکانی فی العربیة لعبد الفتاح الحموز )١٤٠٦هـ(، والقلب عند البلاغیین والنحاة العرب لعید محمد شبایک )١٤١٩هـ(، والقلب البلاغی فی القرآن الکریم بین الجیزین والانعین لصطفی السید جبر )٢٠٠٢م (، وبعض القالات کمقالة »القلب الکانی« لممد العمری فی مجلة جامعة أم القری )١٤١٤هـ(، ومقالة »جمالیات القلب فی البلاغة العربیة « لصالح بن سعید الزهرانی فی مجلة جامعة الإمام )١٤١٨هـ(.
نری شبایک یشیر إلی هذا الوضوع فی کتابه حیث یقول : »فالقلب إذن نوع من التوسع فی التعبیر والخروج علی الاستعمال العاه ی للغة ، یسلکه الشاعر ماه ام لا یوه ی إلی اللبس فی المعنی ویصل به إلی الغایة التی یهدف إلیها« )شبایک، ١٤١٩هـ، ص ٢٩( ، ویشیر السکاکی أیضا فی الفتاح إلی شیوع هذه الظاهرة فی اللغة العربیة وملاحتها التعبیریة معتبرا إیاها من عوامل کمال البلاغة فی الکلام قائلا : »هذا النمط مسمی فیما بیننا بالقلب وهی شعبة من الإخراج لا علی مقتضی الظاهر ولها شیوع فی التراکیب وهی مما یورث الکلام ملاحة ولا یشجع علیها إلا کمال البلاغة تأتی فی الکلام وفی الأشعار وفی التنزیل « )السکاکی ، ١٤٠٧هـ، ص ٢١٢( ، وکذلک قول یحیی بن حمزة عن القلب : »وهو من جملة أفانین البلاغة وفیه ه لالة علی الاقتدار فی الکلام والإغراق فیه « )یحیی بن حمزة، ١٣٣٢هـ، ج ٣، ص ٩٤(."