خلاصه ماشینی:
"أجل قد بالغ المسلمون فی تخاذلهم , وفناء الثقة فیما بینهم بقدر ما لجالغربیون فی تصلفهم وتبجحهم ، حتی حق القول بأنه إذا سار الطرفان علی هذاالمسلک دون أن یکون للیقظة والنهوض سبیل لدی نفوس المسلمین ؛ فإنهم یکونونقاب قوسین أو أدنی من المحق والفناء ، ویصبح التلاشی أقرب إلیهم من حبلالورید ، بل قل علی شریعتهم السلام , فهلا تشعرون بالعاقبة , وهل أنتم منتهون ؟ألا أن من الهمة والحزم أن یتعاون المسلمون علی نیل المنافع ، ویتضافروا علیدفع المضار إذ قد تبین لهم أن فی التدابر والتقاطع وترک الأمور علی تیارها مایؤدی إلی الانحلال ، فی عناصرهم وذواء فطرتهم ، والضعف فی ملتهم ، فیتفرقشملهم ، وتنفصم عری الائتلاف بینهم ، فتذهب ریحهم , ویصبحوا من الخاسرین ،فلقد آن أوان صحوهم من سکرتهم ، ونهوضهم بعد سباتهم ؛ لیتدارکوا ما ذهب إلیهاختلافهم ، ویمکنوا روح الوحدة والاعتصام من قلوبهم حسبما جاء به الدین , حتییکون العالم الإسلامی کالجسد الواحد إذا اشتکی منه عضو تداعی له سائر الجسدبالحمی والسهر ، ما هذه إلا بینة الرشد توحی إلیکم , یصدع بین جنباتها الحقالمبین ، أفلا تستمعون لها وتتلمسون محجتها بالیقین ، فإذا تعتصمون بالعروة الوثقیوحبل الله المتین ، وتنبذون کل خلاب مهذار مخذال مهین إنه خیر لکم لو کنتمتعلقون ، أم أنتم عن ذلک تعرضون { إن شر الدواب عند الله الصم البکم الذین لایعقلون * ولو علم الله فیهم خیرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون } ( الأنفال : 22-23 ) ."