چکیده:
قضية جنوب السودان هي قضية قديمة يعود تاريخها إلى أواخر القرن التاسع عشر، خلال الحكم الثنائي (المصري - البريطاني) .لقد استندت سياسة الحكومة في الخرطوم، والتي كانت تسيطر عليها بريطانيا آنذاك، نحو جنوب السودان على ركيزتين هما: إضعاف الوجود الشمالي في الجنوب، وإضعاف الثقافة العربية، سواء عن طريق إحلالاللغة الإنجليزية مكان اللغة العربية أو من خلال التشجيع على انتشار اللهجات المحلية وتحويلها إلى لغات مكتوبة. وقد وقع العديد من الأحداث ذات الصلة في القرن العشرين ، بما في ذلك العديد من المؤتمرات التي أوصىت بالإجماع على حق الجنوبيين في الانفصال. ثم كان هناك اتفاق نيفاشا في عام 2005 ، والذي أعطى شعب جنوبي السودان حق تقرير المصير. ولقد أراد الباحث التركيز على هذه القضايا على أمل فهم الخلفية الجغرافية المرتبطة بالدين والمجموعات العرقية في جنوبي السودان. إذ يمكن القول أن القوى العظمى استلهمت فكرة الانفصال بشكل رئيسي من قبل هذه الخلفية.
يتكون هذا البحث ،بالإضافة إلى الخلفية الجغرافية عن منطقة الدراسة ، من الأقسام الخمسة التالية: أولا: قضية انفصال الجنوب ... المنشأ والتطور. ثانيا: استخدام الأقليات العرقية بصفتها أساسا لتقسيم السودان. وفي هذا الصدد، ستحدد الدراسة التكوين العرقي لسكان الجنوب. ثالثا: قضية التنصير في جنوبي السودان والتي سوف تظهر أن المبشرين هدفوا إلى التركيز على السودان كله. رابعا: أزمة أبيي وتطورها بما في ذلك خريطة للمنطقة أبيي الغنية بالنفط، والقبائل ااتي تقيم فيها. كما يتناول هذا الفصل الحل الصحيح لمشكلة أبيي. خامسا: واقع ومستقبل جمهورية جنوبي السودان. وختاما، تؤكد هذه الدراسة أن الآمال الجيدة لظهور هذه الجمهورية الجديدة قد انهارت، وأن فصل جنوب السودان قد لا يكون نهاية المطاف.