خلاصه ماشینی:
"ظاهرة الفکر الکاذب فی حیاة الإنسان: وهنا نصل إلی الشق الثانی من الإشکال السابق, فإذا کان العالم الإسلامی یعیش هذا الظلم کله فلماذا لا یتحرک المفهوم الثوری فی الإسلام لإنقاذ أهله من المحنة التی یقاسونها؟ ولماذا لا تظهر الثورة الإسلامیة لتقطع ید الأجانب عن بلاد المسلمین؟ الجواب هو: أن الفکر الذی یحرک المسلمین لیس فکرا إسلامیا أصیلا حتی یحقق لنا النتیجة المذکورة، بل هو فکر کاذب مشوب بشیء لعالم الإسلام ومفاهیمه, ولذا تظهر الحالة الثوریة بین المسلمین بشکل محدود.
حول نظریة المؤامرة: الفقرة الأخیرة من هذا المقال نخصصها للبحث فی مسألة طالما احتدم الجدال حولها، فبین من یؤید وجود مؤامرة غربیة ضد العالم الإسلامین وبین من ینفی ذلک, ومعلوم أن الحدیث عن المفهوم الثورین ثم المنهج الثوری فی الإسلام یصب فی صالح الطرف المؤید لوجود مؤامرة غربیة علی العالم الإسلامی, وقد اتضح مما مضی أن المسألة لیست ناشئة من ظنون سیئة حتی یقال: لماذا أنتم تسیئون الظن وتتسببون فی إثارة صراعات وحروب بین العالمین الغربی والإسلامی؟ بل هی مسألة بحث وتحقیق هادف حول القیادة الغربیة والإیدیولوجیة الإمبریالیة، هل هی الاتجاه الصحیح الذی یجب إقامة الحیاة البشریة علی أساسه؟ أم أنه الاتجاه الباطل الذی یؤدی إلی هلاک البشریة بالحروب العالمیة والقنابل الذریة؟ فعلی الاحتمال الأول یصبح الإسلامیون المعارضون للغرب مجموعات إرهابیة تحاول عبثا الوقوف بوجه حضارة صحیحة، بدعوی وجود مؤامرة غربیة علی العالم الإسلامی, وعلی الاحتمال الثانی یصبحون مجموعات مبدئیة هادفة تکافح نیابة عن المجتمع البشری ضد قیادة طاغوتیة فاسدة, ویصبح الأمر أکبر من کونه مؤامرة غربیة علی العالم الإسلامی."