چکیده:
ترمي هذه الدّراسة إلى تجلية أسلوبيَّة النّص الشِّعريّ لدى الشَّاعر محمود الورَّاق، في محاولةٍ للتّعرف إلى كيفيَّة استثمار الورَّاق طاقات اللغة العربيَّة وأساليبها في تشكيل نصّه الشِّعريّ، فقد أدى الشَّاعر بشعره رسالة لغويَّة اعتمد عليها في التَّعبير عن أفكاره ومشاعره؛ ولهذا وقف الباحثُ على المستويات الأسلوبيَّة الآتية: المستوى الدّلاليّ، والمستوى الإيقاعيّ الداخلي، والمستوى التّركيبيّ؛ ليكشفَ من خلالها عن الأساليب الفنّيَّة والقيم التَّعبيريَّة والجماليَّة التي شحن بها الورَّاق خطابه الشِّعريّ، وقد خَلَصَ البحث إلى أنَّ الورَّاق امتلك قدرةً فنيّةً عاليةً في تشكيل المادة اللغويَّة لأشعاره، بدت قدرته ماثلة فيما اتَّسم به شعره من سماتٍ أسلوبيَّةٍ أسهمت في استبطان عمق التَّجربة الإنسانيَّة لديه.
خلاصه ماشینی:
فالمفارقة ظاهرة أسلوبيَّة متميزة، ولعبة لغوية في غاية المهارة والذكاء لذا لجأ إليها شاعرنا الورَّاق لما لها من دورٍ واضحٍ في المستوى الدّلاليّ والنَّفسيّ ، وهي تؤدي وظيفة تعبيريّة وإيحائية في النَّص الشِّعريّ، مما دفعه إلى أن يوظّف أنماطاً مختلفة من هذه السّمة الأسلوبيَّة ليبرزَ بها عيوب مجتمعه، ويشخّص تلك الأمراض الاجتماعيّة التي تفشت بين أبناء مجتمعه فكان خير الواعظ و الناصح، يقول الورَّاق محذراً من الدُّنيا والتذكير بالمصير: يُحِبُّ الفتى طُولَ البقاءِ و إنَّهُ على ثِقَةٍ أنَّ البَقَاءَ فَنَاءُ زيادتهُ في الجسم نقصُ حياته وليس على نَقْص الحياةِ نماءُ إذا ما طوى يوماً طوى اليومُ بعضه ويطويه- إنْ جنَّ المساءُ مساءُ جديدان لا يبقى الجميعُ عليهما ولا لهما بعد الجميعِ بقاءُ اعتمد الشَّاعر في هذه الأبيات على الأسلوب الخبري ليؤكد ويقرر حقيقة حبّ الإنسان للحياة، وحقيقة فناء الإنسان، وهو هنا يعتمد على المقابلة بين حبّ الحياة، وحتميّة الفناء، ومن هنا جاءت المفارقة في المعنى وهي "مفارقة السخريّة " وهي من المفارقات التي وظَّفها الورَّاق في شعره، ويُقصد بها أن يأتي موقف "يناقض ما يُنتظر فعله تماماً، إذ يأتي الفعل مغايراً تماماً للوجهة التي يجدر بالإنسان أن يقوم بها"، وتجلّت أيضاً المفارقة في الألفاظ في قوله: ( زيادة، نقص) و ( طوى، طوى اليوم بعضه)، واعتمد أيضاً على أسلوبِ التوكّيد ( أنّ البقاء فناءُ) ، من أكثر أدوات التوكّيد التي استخدمها الشَّاعر في شعره، كما اعتمد على أسلوب التقديم والـتأخير في قوله: ( ويطويه إنْ جنَّ المساءُ مساءُ) بتأخير الفاعل، وأيضاً ( وليس على نقص الحياة نماء) بتأخير اسم "ليس"( نماء) وذلك للتشويق وإثارة الذهن لدى المتلقي، كما اعتمد على إيقاعات موسيقية نتيجة التكرار في شعره مثل لفظة " البقاء": تكررت في البيت الأوّل، و "نقص" تكررت في البيت الثّاني ولفظة " المساء" تكررت في البيت الثّالث و لفظة " الجميع" تكررت في البيت الرّابع، وهي من قبيل رد العجز على الصدر أيضاً.