خلاصه ماشینی:
"فکان یشد فی کل سنة إلیها الرحال وینفق بدر الأموال ، حتی إنه کان یسیر إلی مولد السید البدوی مائة وسبعین راحلة .
فهذه الواقعة الحقیقیة تفید أحد أمرین : إما أن الأولیاء - کسائر الأموات - لا یملکون للناس ( ولا لأنفسهم ) ضرا ولا نفعا لا بالذات ولا بالواسطة والشفاعة ، وإما أن الاحتفال بالموالد یغضبهم ولا یرضیهم ویسوءهم ولا یسرهم ؛ فلذلک یتصرفون بفاعله أسوأ التصرف .
ولیخش الله أهل العمائم الذین یؤولون لهم بأنهم لا یعتقدون أن للولی قدرة یقدر بها علی النفع والضر فیکونون وثنیین مشرکین وإنما یعتقدون أن البرکات تنزل علیهم من عند الله تعالی ؛ فتزید فی أرزاقهم وأعمارهم وتشفی مرضاهم بواسطة الولی الذی یعظمونه ویحتفلون فی مولده ، ولیرجعوا بالمسلمین إلی السنة الصحیحة وسیرة السلف الصالح ؛ فقد نهی النبی صلی الله علیه وسلم عن عمارة القبور وعن تعظیمها ، وما کان السلف یعرفون شیئا من هذه البدع ، وما کان یخطر ببال أحد منهم أن یوسط میتا فی قضاء حاجته ، کما سبق لنا تفصیل ذلک غیر مرة ."