خلاصه ماشینی:
محمد شيباني(*) ترجمة: مرقال هاشم مقدّمةٌ ــــــ إن من بين المسائل التي تثار اليوم في بعض الصحف والمجلات من حينٍ لآخر مسألة سماوية أو عدم سماوية ألفاظ وكلمات القرآن الكريم، حيث يتمّ طرح السؤال على النحو التالي: هل نزلت ألفاظ القرآن وكلماته ـ مثل معانيه ـ وحياً من قِبَل الله سبحانه وتعالى، ولم يكن للنبيّ الأكرم| أيّ دَوْرٍ أو تدخُّل في هذه الألفاظ، أم أن القرآن ظاهرةٌ بشرية، وأنه من صنع النبي الأكرم| نفسه، وأن آيات القرآن الكريم بحَسَب المصطلح قوالب عبَّر بها النبيّ عن تجربته الباطنية؟ لقد كان هذا السؤال مطروحاً في مورد النصوص المسيحية المقدّسة أيضاً؛ إلا أن الدافع والمصير الذي كان لهذا السؤال في مورد النصوص المسيحية المقدّسة يختلف عن دافعه ومصيره في مورد القرآن الكريم في أمرين رئيسين، وهما: أوّلاً: إن الجذور التاريخية لهذا السؤال في مورد القرآن ـ على ما يلوح من «الإتقان» للسيوطي، و«البرهان» للزركشي ـ تعود إلى ما قبل قرون خلَتْ، وإن السبب الذي أدّى إلى طرح هذا السؤال وبيان نظرية عدم سماوية ألفاظ القرآن الكريم ـ كما سنأتي على ذلك ـ كان أمراً من داخل الدين، من قبيل: الفهم الخاص لبعض الآيات، أو الرأي الخاص بشأن الكلام الإلهي.
أـ سماويّة المعاني والألفاظ ــــــ إن الرأي الغالب بين المسلمين كان منذ بداية التعرُّف على الوحي الإلهي وإلى اليوم يقوم على هذا الأصل القائل: إن القرآن الكريم ـ بجميع معارفه ومفاهيمه السامية ومضامينه السماوية ـ قد نزل بألفاظه وعباراته وتركيبه على النبيّ الأكرم|، وإن النبيّ ـ بوصفه واسطةً بين خالق الوجود والناس ـ قد تلقّى هذه الرسالة الإلهية، وأبلغها إلى الناس دون أن يُحْدِث فيها أدنى زيادةٍ أو نقصانٍ.