چکیده:
إن للذكاء العاطفي بكفاءتَيْه دَوْراً وفعالية قصوى في إدارة الأزمات النفسية، وفهم أحوال الجماعة، والتأثير والإقناع. إن هذا ليزداد أهمّية إذا درس في الخطاب القرآني عند الأنبياء؛ باعتبارهم من أكبر قادة البشرية. فالقائد لا بُدَّ أن يكون على وَعْيٍ تام ّبمشاعره والآخرين؛ لتحقيق أمر القيادة. ولا يتحقَّق ذلك إلاّ بتوظيف الذكاء العاطفي بكفاءتَيْه: الشخصية؛ والاجتماعية. فللذكاء العاطفي تأثيرٌ بالغٌ في أسلوب المتكلِّم أو الكاتب اللغوي والتركيبي ببُعْدَيْهما: الدلالي؛ والتعبيري. لذلك أراد البحث أن يبين مدى علاقة الكفاءتين: الشخصية (الوَعْي بالذات وإدارته) والاجتماعية (التعاطف الوجداني والتواصل) بالقيادة، عبر منهجٍ وصفي ـ تحليلي، وخاصّة عند أنبياء بني إسرائيل؛ نظراً لاشتهار هذا القوم بنوعٍ من الجموح والتمرُّد؛ ونظراً لكثرة ورود أحداث أنبيائهم في القرآن.
خلاصه ماشینی:
وقد توصل البحث إلى أن آليات الكفاءة الشخصية (الصبر الأمل والثبات) والاجتماعية (التعاطف الوجداني والتواصل) متداخلتان معاً، فضلاً عن التناغم الأسلوبي الملاحَظ فيهما، في (إيحاءات الحروف)، مروراً بدلالة الياء الموحية بالانكسار والخشوع، ووصولاً إلى الخطاب بـ (يا قوم) و([يا] ابن أمّ)، وكذلك أسلوب الاستفهام، الذي يضفي على الأسلوب التخاطبي نوعاً من الاستعطاف والحدب، بتوظيف آليات القيادة الشخصية والاجتماعية.
المقدّمة ــــــ يُعَدّ الذكاء العاطفي بكفاءتَيْه: الشخصية؛ والاجتماعية، أحد مكوّنات القيادة، وخاصة في الخطاب القرآني؛ حيث يعتبر افتقاره عند مَنْ يقوم بعملية التبليغ والقيادة من أكبر معوِّقاتها؛ لأن العجز عن تقدير المشاعر العاطفية ـ سواء في الذات أو الآخر ـ يؤدّي إلى فقدان القدرة على التواصل مع الآخرين، ومن ثم إحداث التغيير والتأثير على قرارات وأعمال المجموعة.
بيَّنّا سابقاً عن العلاقة الطَّرْدية بين الكفاءتين: الشخصية؛ والاجتماعية، ما يمكِّننا الآن من التقاط بعض إشاراتها: إن يعقوب (علیه السلام)، وبعد انتهاج سياسة الصبر والكظم وتوظيف القيادة الشخصية، سلك سلوكاً آخر على صعيد القيادة الاجتماعية، بتوظيف مهارة التواصل (الاستماع للاعتذار): ﴿قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ﴾ (يوسف: 97)، ومن ثم قبول الطلب للاستغفار بقوله: ﴿سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ (يوسف: 98).
وإن هناك علاقةً طرديّةً بين الكفاءتين: الشخصية؛ والاجتماعية، فبعد انتهاج سياسة الصبر والكظم وتوظيف القيادة الشخصية سلك يعقوب سلوكاً آخر على صعيد القيادة الاجتماعية بتوظيف مهارة التواصل (الاستماع للاعتذار): ﴿قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ﴾ (يوسف: 97)، ومن ثم قبول الطلب للاستغفار بقوله تعالى: ﴿سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ (يوسف: 98).