کنیسة موریالی و تساهل العرب و أین هم الیوم مقاله

"وأهم ما یذکر فی شأنها أنها مبنیة فی القرن السادسمن التاریخ المسیحی فیکون لها نحو ألف وثلاث مائة سنة والمصنوعات الخشبیةالجمیلة محفوظة من ذلک العهد لم یجرؤ السوس علی قرض شیء منها ببرکة العنایةوالاهتمام بالتنظیف وأما ما یقول به بعض الحذاق فی معرفة طبائع هذه الهوامالدقیقة من أنها تعرف الصلب وما خصص له من الأدوات وتشعر باحترام تلکالصور والتماثیل التی صورت فی تلک الأخشاب وأنها بذلک صارت مسیحیةکاثولیکیة فلا یباح لها قرض الخشب المسیحی ، ثم إن اعتقادها بحرمة القرض ،حملها علی العمل فخالفت شهوة الأکل قیاما بالفرض - فلا أظنه فی غایة الصحة ،بل ولا فی أولها کذلک . ومن ذلک تعرف أن العرب رحمهم الله لم یمسوا هذه الکنیسة بسوء مع عظمةسطوتهم وامتداد ملکهم فی سیسیلیا ، وتلمح من هذا أن العرب - وإن فسق کثیر منهمعن أمر ربهم - فروح الدین الإسلامی کانت تنوس فی کثیر من أعمالهم ، نهیالدین عن هدم الکنائس إذا لم تکن مربضا لشر یخشی خطره علی الدولة فحفظوالرعایاهم کنائسهم ومعابدهم ولم یصنعوا بها ما صنع غیرهم ممن جاء بعدهم ، ولمیریدوا أن یقتفوا أثر خصومهم ممن کان یهدم مساجدهم ، ویخرب معابدهم ، فحیا اللهأیامهم ."