خلاصه ماشینی:
"( السبب السادس ) :أنه سمی نفسه ملک العرب وملک البلاد العربیة , وحمله غروره بنفسه علیالسعی لإقناع أمراء جزیرة العرب المستقلین بالاعتراف له بذلک ، فسخروا من سعیه ؛لسوء سیاسته , وبناء ملکه علی الحمایة الأجنبیة , وضعفه , وفساد إدارته ,واعتقاد کل منهم واعتقاد رعیته وسائر العارفین بحالهم أنهم أحق بالملک منه , ولکنهلم یرجع عن دعواه , بل أصر علی ذلک , وحاول التوصل إلیه بقوة الأجانب الذینجعلوا أحد أولاده ملکا والآخر أمیرا مرشحا للملک فی دائرة إمبراطوریتهم المرنة ,فهو قد اتخذ جمیع أمراء الجزیرة المحیطین بالحجاز أعداء له , وحسبنا شاهدینعلی هذا : ما صرح به لرئیس مؤتمر الجزیرة الذی أسسه ؛ لبث دعایته وتمهیدالسبیل له ؛ وما جری فی مؤتمر الکویت من الامتناع من الاتفاق الودی مع حکومةنجد , وإننا ننقل بعض کلامه فی الشاهد الأول , ونرجئ الثانی إلی بیان الأسبابالخاصة لزحف النجدیین علی الحجاز :نشرت جریدة القبلة فی العدد 737 الذی صدر بمکة فی 6 ربیع الآخر سنة1342 بیانا عاما من اللجنة التنفیذیة لمؤتمر الجزیرة بإمضاء رئیسها محمد بنعلوی , ذکر فیه ما صرح له به الملک حسین من تفسیر الوحدة العربیة التی یطلبها ,وهو أنه رسمها علی الأساس الآتی :( وهو وحدة البلاد العربیة واستقلالها , بحیث تکون خارجیتها وعسکریتهاوسیاستها العامة واحدة , أما داخلیتها فالإمارات العربیة المعروفة بجزیرة العربتکون علی ما کانت علیه قبل الحرب , وأن کل أمیر فی أی إمارة من هذه الإماراتالموروثة لهم من آبائهم وأجدادهم یستقل بداخلیته صمن الحدود التی کانت علیهاإمارته قبل الحرب , بشرط أن یرتبط مع المجموع الذی کل من خرج عنه منهم ,أو شذ بالخروج عن الجامعة العربیة یحکم علیه المجموع بمقتضی قوله تعالی :{ فقاتلوا التی تبغی حتی تفیء إلی أمر الله } ( الحجرات : 9 )( وأما ما کان خارجا عن حدود تلک الإمارات سواء کانت تلک الإماراتقائمة بذاتها ضمن حدودها , أو طرأ علیها الاغتصاب ؛ کعسیر قبل الحرب و ابنرشید بعد الهدنة , فلا بد من عودتهم إلی ما کانوا عله ؛ کعودة الإمام یحیی إلیصنعاء ) ."