خلاصه ماشینی:
"وقد ارتابت بعض الجرائد فی صحة هذا الخبر ، ولکن المطالب المعزوة إلیالفریقین هی التی تتبادر إلی الأذهان ، وإن أعلن سلطان نجد لا یبغی ضم الحجازإلی بلاده ، فالظاهر أن الکاتب الفرنسی صورها بما ذکر إذا لم یکن للخبر أصل ،وقد بینا فی مقال آخر ما یبغی الإنکلیز من سلطان نجد ، ونزید علی ذلک موافقةالکاتب علی أنهم یودون لو یعادی إمام الیمن ؛ لتتمکن إنکلترة من تهدید کل منهمابالآخر أو حملهما علی القتال لتفنی هذه القوة الباقیة فی جزیرة العرب بأیدی أهلها ،وقد قیل : إن دسائسهم فعلت هذه المرة فعلتها فی إمام الیمن ، فأغرته بالتحرشبسلطان نجد ، بعد أن عجزت عن إغراء هذا به ، وإنه تصدی هذا بدسائسهاللتدخل فی مسألة الحجاز وفاقا لما کان یزعم المقطم من قبل ، فإن صح هذا ولانخاله صحیحا یکون الإمام یحیی قد فقد أکبر فضیلة له عند العالم الإسلامی ، وهیعجز إنکلترة عن خداعه ، وجعله آلة لمطامعها فی جزیرة العرب ، وطالما صرحالمقطم بأنه صارح سلطان نجد بالعداء ، وأنه سیرسل جنوده لمساعدة الشریف علیعلی إخراج الوهابیین من الحجاز ، وکنا وما زلنا نسخر من هذه الدعایة لما عندنا منالأدلة علی کذبها ، وکونها لیست من مصلحة الإمام فی شیء ، فإن من أسس سیاسةالملک حسین جعل الیمن تابعة له کما صرح به فی جریدة القبلة ، وسلطان نجد لایطلب الحجاز ولا الیمن نفسه ، وهو أقدر علی مهاجمة الیمن من جهة عسیر وجهةالطائف من مهاجمة الإمام له فی الحجاز التی لا فائدة له من ترکها له ، وأمامشارکة الإمام لغیره من حکام المسلمین وزعمائهم فی تقریر أمر الحجاز وفاقا لمادعا إلیه سلطان نجد فمعقول ، ولا بد للإمام من إرسال وفد ؛ لحضور مؤتمر مکة ،وقد کان کتب إلینا بعزمه علی ذلک ، فهذا أمر یقینی عندنا لا نصدق غیره عنه ."