چکیده:
تتناول هذه المقالة مسألة مهمة فی حیاة العرب قبل وبعد الإسلام ألا وهی القیم الإجتماعیة لرفعة مقامها عندهم. وهذه القیم الإجتماعیة إنما نتناولها فیما یرتبط بمکانتها عند أبیطالب علیه السلام فی دفاعه عن النبی صلی الله علیه و آله وأسالیبه فی تسخیرها لصالح النبی صلی الله علیه و آله ودعوته من خلال أشعاره التی جُمعت فی دیوانه. وقد اختصت هذا المقالة ببیان قضایا النسب والقبیلة فقط لا جمیع القیم. وکان الإعتماد فی کشف هذه القیم ومکانتها وأسالیبه علیه السلام من خلال دیوانه أی اعتماداً علی الشعر لا النثر واقتصر مستوی بیانها عن طریق تناول المفاهیم المرتبطة بقضایا النسب والقبیلة من خلال أشعاره کشفاً لما تمثله فی ذهنه وذهن أهل زمانه وکیفیة إیرادها فی خطاباته ومناسبة ذلک. ومن خلال البحث یتضح بأنه کان یستفید من قضایا النسب والقبیلة بشکل خاص حفظ فیها حیاة النبی صلی الله علیه و آله فی صغره أمام أهل الکتاب وبعد دعوته أمام نفس قبیلته التی کان یدافع عنه بهم. ومن مصادیق هذه القضایا الأخوة والعمومة اللذان کانا بمستویین؛ أحدهما مباشر والآخر غیر مباشر وذلک من قرب النسبة وبُعدها، وکذلک استفادته من الخؤولة. وکانت أسالیبه فی تسخیر هذه القضایا فی دفاعه عن النبی صلی الله علیه و آله عدیدة. منها استفادته من الجانب العاطفی فی خطابه مع قومه، ومنها الجانب الإعلامی والعملی، وکذلک مدح الخصال الحمیدة وذم القبیحة.
خلاصه ماشینی:
مكانة القيم الاجتماعية في أساليب دفاع أبيطالب عن النبي (صلی الله علیه وآله) من خلال ديوانه؛ قضايا النسب و القبيلة أنموذجاً محسن الويري 1 أحمد هاتف المفرجي 2 الملخّص تتناول هذه المقالة مسألة مهمة في حياة العرب قبل وبعد الإسلام ألا وهي القيم الإجتماعية لرفعة مقامها عندهم.
والقول الأخير الذي نذكره هنا في هذا المعنى ما كان موجهاً إلى قومه من قريش ومناداته لتيم وهصيص ومخزوم بالأخوّة وهو يذكر ظلمهم وعقوقهم وحصارهم لبني هاشم في الشِعب بقوله: هم انتهكوا المحارم من أخيهم وليس لهم بغير أخٍ حريم إلى قوله: بنو تيم تؤازرها هصيص ومخزوم لها منّا قسيم 1 والملاحظ مما سبق من خطابه لبني نوفل وعبد شمس أنه يخاطب النسب القريب لأنه يجتمع وإياهم عند عبد مناف وهو جد عبدالمطلب بعد أبيه هاشم.
العمومة غير المباشرة وأما هذا المعنى فكان ينطبق على جميع قريش من غير أعمامه المباشرين ولم يغفل أبوطالب بطبيعته في الإستفادة من هذه القيمة الإجتماعية في دفاعه عن النبي (صلی الله علیه وآله) أيضاً كما نجد في أبياته التي يخاطب فيها بني لؤي ويصفهم بأبناء العم ويخص منهم تيماً ويذكر بني عبد شمس وبني نوفل على أنهما اخوة وينطبق عليهم معنى أولاد العم كذلك: ألا أبلغا عنّي لؤياً رسالةًبني عمّنا الأدنين تيماً نخصّهمأ ظاهرتموا قوماً علينا أظنّةً, , بحقٍّ، وما تُغني رسالة مُرسلوإخواننا من عبدِ شمسٍ ونوفلِوأمرٍ غويٍّ من غواةٍ و جُهّلِ؟ 3 وكذلك في خطابه لأخيه أبي لهب في أبيات منها أنه يحثه على نصرة النبي (صلی الله علیه وآله) ويذكر له جملة من القيم الإجتماعية مما تجب رعايتها والتي تدعوه للنصرة، منها موقف الرجولة والصفات الكريمة، ومنها أنه ينصحه بأن يخاطب قريشاً بالعمومة التي بينهم، بقوله: وإن غَضبت منه قريش فقل لها بني عمّنا ما قومُكُم بضعاف 4 دیوان أبي طالب، ص79ـ80.