خلاصه ماشینی:
"کانت جوائح الغواصات سببا فی اشتداد الضیق ، وامتداد الغلاء الفاحش إلیجمیع أقطار الأرض ، وقد کان هذا القطر المصری فی السنتین الأولی والثانیة منسنی الحرب أقل الأقطار غلاء ، وأکثرها رخاء ؛ لأن أرضه زراعیة خصبة یمکنهاأن تنتج من الأقوات ما یزید عن حاجة أهلها ، وکان المخزون فیه مما یرد إلیه منالخارج کالفحم الحجری والأنسجة والمواد والأدوات اللازمة للزراعة والصناعةکثیرا ، وثمنه معتدلا ، وقد غلا ثمن القطن منذ السنة الثانیة ، فربحت البلادعشرات من الملایین ، قضت منها کثیرا من دیونها ، فلما اشتد حرب الغواصاتقل کل ما یرد من الخارج ، وتضاعفت أثمانه أضعافا ، وتبع ذلک غلاء غلاتالبلاد ومواردها ، حتی بلغ ثمن إردب القمح فی الشتاء الماضی خمسة جنیهات ،ویباع الآن الرطل المصری من السمن بأربعة عشر قرشا وخمسة عشر ، وبلغ ثمنأقة زیت الزیتون أربعین قرشا ، فصار مساویا للسمن بعد اشتداد غلاء السمن ،وکان قد زاد عنه ، إلا أنه قد ورد منه أخیرا علی الإسکندریة عدة قناطیر من کریت ،فنزل الثمن قلیلا ."