خلاصه ماشینی:
"و طفقت الذکریات تتجمع شیئا فشیئا فی وسط بحر الذاکرة فتشکل أمواجا من الأحاسیس و العواطف التی تغور نحو الأعماق؛و حتی إذا ما دارت دورتها الأمواج،فی قعر الأزل المترامی الآفاق،رجع بها الأبد المتسامی بمغانی العشاق؛فانفلتت لجج المحبة الغامرة نحو سواحل العرفان؛لتنقل مشاعرها إلی حبات القلوب المتناثرة علی شواطئ العشق الإلهی، لکی تتناغم المروج معها بلحن عرفانی ألفته أنفاس السحر الرمضانی التی تضمخت بعطر الدعاء و المناجاة: «إلهی،لا تؤدبنی بعقوبتک،و لا تمکربی فی حیلتک،من أین لی الخیر یا رب و لا یوجد إلا من عندک،و من أین لی النجاة و لا تستطاع إلا بک..
». و تتکسر الأمواج المغامرة من أعماق البحر الأزلی إلی شواطئ الحب الأبدی علی صخرة الذاکرة و«القرابین»التی تلونت بحمرة الأصیل،و شفق الرحیل؛و تتلاشی النغمات فی سبحات الشوق نحو الأمس الأثیل و الغد الجمیل؛حیث الأحداق ترقب طلوع الشمس التی جنحت للمغیب؛لتواصل سیرها الیومی بالعواطف،و(تجری لمستقر لها)بالعوارف،و تبلغ نهایة المطاف حول کعبة الآمال و محط الرحال؛لاهثة الأنفاس و مرتعشة الأجراس: «إلهی،بک هامت القلوب الوالهة،و علی معرفتک جمعت العقول المتباینة،فلا تطمئن القلوب إلا بذکراک،و لا تسکن النفوس إلا عند رؤیاک،أنت المسبح فی کل مکان،و المعبود فی کل زمان، و الموجود فی کل أوان،و المدعو بکل لسان،و المعظم فی کل جنان..."