خلاصه ماشینی:
"و علی الرغم من انتماء التعلیم الأجنبی الذی الذی قام فی البلدان العربیة إلی دول کثیرة، نری أن فرنسا و إنکلترا و الولایات المتحدة الأمریکیة کان لها الحظ الأوفر من حیث مؤسسات التعلیم.
من هنا کان لا بد لنا من متابعة بحث مأزق التربیة الوطنیة(ملف 2)و رصد واقع التعلیم الاجنبی فی بعض الأقطار العربیة منذ عهود الانتداب و حتی ما بعد نیل الاستقلال،و التأثیرات السلبیة التی ترکتها السیاسة التعلیمیة الأجنبیة علی هذه البلدان.
و سنکتفی بعرض نماذج منها(مصر-الجزائر)بإعتبار الأولی شهدت انتدابا إنکلیزیا،و تعرضت مناهج التعلیم فیها للنفوذ الفرنسی بعد الحملة الفرنسیة علیها، و مع تواجد المدارس لمختلف الجالیات الأجنبیة،و أخیرا الاحتلال الإنکلیزی لها عام(1882)،و بعدها سنأخذ بلدا کالجزائر نعتبرها نموذجا فریدا للاستعمار الثقافی الکامل.
التعلیم الأجنبی فی مصر بین المدارس الدینیة و التعلیم الحدیث: تعتبر مصر أحد أقطار العالم العربی التی تمثلت فیها ظاهرة الإزدواج الثقافی، حیث بدأت صلتها بالغرب مبکرا فی إطار السعی إلی عملیات التحدیث علی المستوی الاقتصادی و الإداری و العسکری و الثقافی.
نذکر هنا،أن التعلیم الفرنسی فی مصر کان من أکثر أنواع التعلیم الأجنبی انتشارا فی مصر و رغم الاحتلال البریطانی لها،و یرجع ذلک إلی زیادة النفوذ الفرنسی بعد الحملة الفرنسیة نظرا لسیاسة محمد علی التعلیمیة الذی ارسل البعثات المصریة إلی فرنسا.
فشیدت المدارس فی المناطق النائیة و أقیمت جامعات و معاهد متخصصة زراعیة و فنیة، -و استقبلت المدارس و الجامعات طلابا و طالبات من شتی الفئات و الإنتماءات الاجتماعیة،بعد أن کانت جهاز الإدارة و فی معظم مؤسسات الدولة فرنسی اللسان مع ما یعنیه ذلک من امتیازات للمتفرنسین ذوی الثقافة الفرنسیة الذین یفترض أنهم أورثوا اللغة لأولادهم و اعتبروها میزة علی الناطقین بالعربیة فقط؛و بعد إختلال التوازن لصالح الفئات الاجتماعیة الأخری؛الطبقة الوسطی،عمال،و فلاحین."