العودة للدین - مجله العرفان مقاله

"لذلک،ففی مجری النضال ضد الاستعمار،ینبغی إیلاء إهتمام کبیر لبعث إنسانیة الإنسان و قیمه السامیة،و تحویل الأجساد الفارغة إلی بشر نشیطین،یحملون قیما و ثقافة إنسانیة راقیة؛بشر یقول الواحد منهم:«أنا أقرر،أنا أملک الإرادة،أنا أنتخب و أختار،أنا أقف‌ علی قدمی،أنا أتعصب،أدرک و ألتزم»؛أی إنسان یثق بنفسه و یقول«أنا». من أجل خلق‌ إنسان کهذا،نحتاج الإعتماد علی الدین،و هکذا تصبح العودة الواعیة للدین ضرورة إستراتیجیة لکفاحنا الراهن. لکن العودة للدین،لا تعنی العمل علی ترویج و نشر التقالید و الأسالیب الموجودة الآن‌ فی الأوساط الدینیة و تعمیمها علی الآخرین،بل إن العودة للإسلام و الاستناد للإسلام،هو استناد إلی إسلام یصنع الإنسان،و قد صنع رجالا أفذاذا یعترف الجمیع،من متدینین و غیر متدینین،بإنسانیتهم. إن العودة للإسلام لا تعنی تلقین الأفکار الدینیة و تطبیق الأعراف و التقالید الدینیة فی‌ المجتمع،بل إن هدفنا الأکبر من العودة للإسلام و التمشک به هو محاولة إحیاء الوعی و القیم‌ الإنسانیة التی سلبت منا،فأصبحنا بذلک نعانی من فقر و استلاب علی جمیع الأصعداة، وصرنا نحتاج فتات موائد الآخرین."