خلاصه ماشینی:
"و تعانی جامعة الدول العربیة،خلال هذا الصدام العربی-العربی و الاستعماری،صراع المحاور فی دالخها و ما یتناقض مع أهدافها و غایاتها القومیة و ینال ذلک من قوتها و یضعف فعالیتها و مصداقیتها،و قد تنشط هذه الجامعة فی أنحاء معینة من الوطن العربی فتساعد أکثر من قطر عربی محتل علی نیل استقلاله خصوصا فی نطاق المغرب العربی6.
الجامعة العربیة و الرد علی التحدیات الراهنة و تتعدد الأزمات فی مدی الوطن العربی سیاسیة و اقتصادیة و اجتماعیة و ثقافیة و تربویة و یقف الشعب العربی أمام رهبة المصیر فلا قیادات قومیة عربیة جامعة له،و لا حرکات أو تنظیمات شعبیة عربیة سیاسیة شاملة و فاعلة،و لا قوی عربیة حصینة و قادرة متحدیة،و لا وحدة استراتیجیة عربیة ثابتة و لا قوی صدیقة للشعب العربی کبری جادة فی مساندته أو مساعدته فی مقابل الهیمنة الأمریکیة و دعمها الکامل لحلیفتها الحرکة الصهیونیة العاملیة،و لا وحدة إسلامیة متکاملة أو ثابتة مماثلة،و لا ثقافة قومیة عربیة واحدة و مقاومة تتخطی کل حواجز الانغلالق القطری و رواسب الماضی الجامدة و ظلماته القاتمة.
و أمام هذا الواقع العربی المتمادی فی الضبابیة و الرضوخ لا بد من الرد علی التحدیات لحاضر العرب و مصیرهم،و التوجه من خلال ذلک إلی جامعة الدول العربیة فهی منظمة عربیة لها میثاقها علی علاته و لها ممارساتها الناجحة حینا و العاثرة أو الفاشلة حینا آخر.
و انه لما یدعو إلی الاستغراب أن تکون جامعة الدول العربیة عرفت طریقها إلی العمل التنظیمی الإقلیمی أو القومی قبل کل المنظمات الدولیة و الإقلیمیة الراهنة فی العالم13ثم هی تستوی فی وضعها العربی المتنقد أو المشکو منه أو الضعیف فی مؤخرة هذه المنظمات العاملة علما أن الجامعة العربیة تملک من الروابط و الإمکانیات ما لا تملکه المنظمات المعنیة مثل هیئة الأمم المتحدة و الاتحاد الأوروبی و منظمة الوحدة الإفریقیة و منظمة الدول الأمریکیة و غیرها."