خلاصه ماشینی:
"فتاریخ الأنبیاء کان تاریخ الولادة الطبیعیة للقوانین و الرعایة الإلهیة،و فی أحضان ذلک التاریخ ولدت التقریرات الأولیة للطلب العدلی،بحیث أصبح لزاما علی الباحث المتتبع و المنصف الذی لا یغادر الحقائق و الوقائع الموضوعیة أن یقر بهذه الحقیقة لیعاد تسحیل البدایات الاولی لولادة علم الطب الشرعی إلی الامام علی(ع)باعتباره أول من أوضح تلک التقریرات بشکل عملی،و مارسها بنفسه،و دعا الآخرین إلی الاعتبار بها و الاستفادة منها،و هی إلی الیوم تشکل حجة علمیة و طبیة لا یستطیع المنهج الطبی الحدیث بکل فروعه أن یرفضها و یدعی لنفسه شیئا آخر،إلا إذا سمح لنفسه أن یبتعد عن الحقیقة،و إنه لمما یجب التذکیر به أن الظلامة التی واجهت الجهود الاسلامیة فی هذا الحقل،و لا سیما ظلامة الامام أمیر المؤمنین، مقرر الکثیر من الحقائق العلمیة لیس فی المجال الطبی فحسب،و إنما فی المجالات الأخری أیضا،إن هی إلا واحدة من الظلامات الکثیرة التی صبت علی الاسلام و تقریراته و إبداعاته و تشریعاته لا لشیء إلا لحرف المسیرة البشریة المتطلعة إلی الحق و المعرفة عن مصادر المعرفة الحقة و معادن العلم الأساس.
1-باب الفحوص السریریة و الاختبارات الخاصة من اولی القضایا التی تطالعنا فی تقریرات الامام علی(ع)فی هذا المیدان هو الاختبارات التی استعصت علی الکثیر من معاصریه و من الذین سبقوه،و قدمها علیه السلام بکل یسر و اختصار و سهولة من خلال اجراءات عملیة تتناسب مع عصره،و ترک أمر التوسع بها بما یخدم الحقیقة و رفع الظلامة و التهمة إلی رواد العلم و رجاله و طلابه،فقد نقلت لنا کتب الحدیث هذه الواقعة: 1-محمد بن یعقوب،عن علی بن ابراهیم،عن أبیه،عن ابن أبی عمیر،عن عمر بن یزید،عن أبی المعلی،عن أبی عبد الله الصادق علیه السلام،قال:«أتی عمر بن الخطاب بامرأة قد تعلقت برجل من الأنصار و کانت تهواه و لم تقدر له علی حیلة،فذهبت فأخذت بیضة فأخرجت منها الصفرة،وصبت البیاض علی ثیابها بین فخذیها ثم جاءت إلی عمر فقالت:یا أمیر المؤمنین ان هذا الرجل أخذنی فی موضع کذا و کذا و فضحنی."