خلاصه ماشینی:
ان العالم الاسلامی،عربیا کان أم غیر عربی،یشعر و یرید التضامن مع الشعوب الجائعة التواقة إلی الکرامة،و لهذا تسعی دول و شعوب هذا العالم الی القضاء علی التخلف إینما وجد.
أما العودة إلی الأصالة فلها وجهان سلبی و إیجابی،فالتغلب علی التخلف لا یعنی الانسیاق مع البلدان الصناعیة،سواء کانت رأسمالیة أم غیر رأسمالیة.
إن الحداثة الفکریة و العلمیة و التقنیة فی الغرب انطلاقا من القرن السادس عشر تجد أصول فی الفکر و العلم العربیین،رغم تزویر التاریخ أو محاولة طمسه.
فقد کانت هناک ممالک خارجة عن سلطانه منها امبراطوریة المغول التی استولی علیها البریطانیون فی القرن الثامن عشر.
ففیما کان الغرب یتقدم تقنیا بشکل متسارع،انغلقت الحضارة الاسلامیة،فلم تتفاعل حتی مع القوی التی کانت تهاجمها علی جمیع الجبهات.
5-الیقظة و الاصلاح: علی صعید التاریخ السیاسی ارتبط العالم العربی منذ القرن التاسع عشر بالتحرکات الأوروبیة.
أما القسم الغربی من العالم الاسلامی الذی هو الطرف الآخر لهذا الکیان الذی کان موحدا فقد استولت علیه مطامع الدول الأوروبیة فأخضعته و سخرته لمصالحها.
و هکذا شلت الأطراف فی هذا الجسم الذی کان فی أیام هارون الرشید و خلفائه الأدنین کلا متماسکا و متکاملا،و انکفأ العالم العربی علی نفسه.
هذا الجمود الذی قبعت فیه الأمة الاسلامیة العربیة لم یحمها من هجمات الدول الغربیة فی القرن التاسع عشر.
و إذا کانت الأمة العربیة فی مختلف شعوبها قد قصرت عن مجاراة العالم الغربی و الشعوب الأوروبیة،فی مجالات الثقافة و العلم و التکنولوجیة،فإن الدولة المهیمنة علی هذا العالم العربی کانت مقصرة عن إدراک أخطار المستقبل و التصدی لمشاکله.
و فی الأقالیم الشرقیة من العالم الاسلامی طغی الفرس ثقافیا علی الحضارة الإسلامیة أما فی بر الأناضول و جنوب البلقان فقد کانت السیادة للأتراک عسکریا.