خلاصه ماشینی:
"فهو لا یزال یفتقر إلی اساس راسخ من الاقتصاد الصحیح و الادارة الحسنة و الحکم النظیف و القضاء النزیه و الغایة القومیة الواضحة،و بین ان الساسة العرب فی جمیع أقطارهم،بسبب جهادهم الطویل ضد النیر الاجنبی،قد اکتسبوا المقدرة علی العمل السلبی ضد هذا أو ذاک، و علیهم بعد أن یتقنوا فن العمل الایجابی، فی سبیل هدف أو غایة.
فقد حان الوقت لنقف و نحصی و لنعلن للملأ قبل فوات الأوان ان بیروت لیست بخارست،و ان دمشق لیست بلغراد، و ان بغداد لیست براغ،و ان العرب الذین جاهدوا هذه السنین الطوال لم یجاهدوا فی سبیل حریة القفز من النافذة بل فی سبیل العیش و الحیاة و المساهمة فی التاریخ مساهمة حرة و ثانیة هذه القضایا اقرار علاقاتنا مع الجبهة الدیموقراطیة،إذ ان الحیاد کما بینت فی مستهل کلامی،اسطورة و خرافة لا بل فخ.
و علی العرب و علی أفراد الجبهة الدیموقراطیة أن ینسوا،فی هذه الخطوة الجریئة،قلیلا من التاریخ الحدیث و ان یتلاقوا فی منتصف الطریق قبل أن تسط علیهم روسیا واحدا واحدا تبعا للخطة التی ورثتها عن المانیا النازیة و ثالثة القضایا هذه التی لا یستطیع العرب أن یرجئوها بهزة رأس و قول«بکرة»هی قضیة موارد البلاد الطبیعیة،لا سیما النفط، و السیاسة التی یجب أن یتبعها العرب فی طریق استثمارها.
انها لحقائق جارحة،و لکن الوقت قد حان لتمزیق غشاوة الاطمئنان الکاذب التی أسدلها عهد ما بعد الحرب علی أبصارنا و بصائرنا،إذا کنا نرید أن نستعید فلسطین،و إن ندفع عن الاقطار العربیة الاخری عادیات جدیدة یبیتونها لها أما طریق الخلاص فقد تحدثت عنه فی فی الایام الاخیرة بصراحة."