خلاصه ماشینی:
"مذاکرات فی التقریب والوحدة المنهج التقریبی السلیم ( الشیخ مرتضی علی الباشا 1 *) ( فوائد الوحدة أو الاتحاد أوضح وأجلی من أن تذکر، وکذا مضار التفرق والتمزق والتشرذم؛ فهی أشبه بالبدیهیات الفطریة عند جمیع العقلاء.
وهذا التقریب یتم من خلال ما یلی : 1) الترکیز علی مساحات الاتفاق والهموم المشترکة بین المذاهب؛ فإن هناک مساحات شاسعة من الأمور المتفق علیها بین جمیع المسلمین, فلماذا نتجاهل جمیع ذلک وننظر إلی الجزء الفارغ من الکأس؟!
إذن یتضح مما تقدم: أن المنهج الصحیح للتقریب بین المذاهب لیس هو عبارة عن إیجاد مذهب جدید یتفق علیه المسلمون, ولیس هو التنازل أو حذف بعض العقائد هنا أو هناک، کالقول بعصمة أهل البیت(، أو عدالة جمیع الصحابة, ولیس هو التبدیل فی الأحکام الفقهیة الفرعیة، کأحکام الصلاة أو الوضوء أو الحج أو غیرها.
التقریب والوحدة والتعایش: أولا: الوحدة بین المسلمین، وهی ـ أیضا ـ تطرح علی وفق منهجین مختلفین: المنهج الأول: صهر الفرق والطوائف فی بوتقة مذهب واحد.
4) وسائل الإعلام: فمع ثورة وسائل الإعلام والمعلومات قد زادت مسؤولیة هذه الجهة؛ فهی القادرة علی نشر وترویج ما ترید وتغییر قناعات الناس, لا سیما إذا انضم إلی ذلک الفنون الحدیثة للإعلام والإقناع.
7) القبول بواقع التعددیة المذهبیة والفکریة والسیاسیة؛ فلو نظرنا إلی التجربة العالمیة نری أن قبول التعددیة یولد حالة من الاطمئنان والاستقرار بین الأطراف المختلفة، ویمکنها من صنع إطار جامع، تحافظ من خلاله علی المصالح المشترکة.
وفی هذا السیاق رکز الإمام الخمینی( علی مسیرة الوحدة والبراءة من المشرکین, وقال: «من مهمات فلسفة الحج إیجاد التفاهم، وتعزیز الأخوة بین المسلمین، وعلی العلماء والخطباء طرح المسائل الأساسیة والسیاسیة والاجتماعیة مع إخوتهم فی الدین وتهیئة مشاریع لحلها؛ لیطرحوها بدورهم علی العلماء وأصحاب الرأی عند عودتهم إلی بلدانهم»."