خلاصه ماشینی:
"وکذلک نسخ الأخف بالأثقل نحو نسخ صیام یوم عاشوراء أو صیام ثلاثة أیام من کل شهر بصوم شهر رمضان__________(1) سورة البقرة الآیة 109(2) سورة الأنفال الآیة 65(3) سورة الأنفال الآیة 66(4) سورة البقرة الآیة 106 (29/218) وقال بعد أن ساق أمثلة أخری لهذا الوجه ( وقد ذهب بعض المؤلفین للناسخ والمنسوخ إلی أنه لا یجوز أن ینسخ الأخف بالأثقل وتأول فیما ذکرنا تأویلات تخرجه من النسخ ، والعمل عند أکثرهم علی ما بیناه ) (1) کما عد الإمام العلامة أبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادی فی کتابه ( الناسخ والمنسوخ ) من شرط الناسخ والمنسوخ أن یکونا شرعیین یجوز فی العقل ورود الأمر بکل واحد منهما علی البدل ، فأما الذی لا یجوز ورود الشرع بخلافه ؛ کاعتقاد توحید الصانع واعتقاد صفاته وعدله وحکمته ، واعتقاد فساد الکفر فلا یجری فی هذا النوع نسخ ولا تبدیل ، وکذلک کل ما دل العقل علی کونه علی وجه مخصوص ، فلا یجوز أن یکون الناسخ والمنسوخ کلاهما منصوصا علیه أو مدلولا علیه بدلیل الخطاب أو مفهومه ، فأما الذی ثبت بالإجماع فلا یجوز نسخه؛ لأن الإجماع إنما یستقر بعد انقضاء زمان النسخ ، فإذا اجتمعت الأمة علی حکم ووجد خبر بخلافه استدللنا بالإجماع علی سقوط الخبر أو نسخه ، أو تأویله علی غیر ظاهره (2) .
وقال ابن أبی حاتم یعنی ترک فلم ینزل علی محمد صلی الله علیه وسلم وقال السدی { ما ننسخ من آیة } (6) نسخها قبضها وقال ابن أبی حاتم : یعنی قبضها رفعها مثل قوله ( الشیخ والشیخة إذا زنیا فارجموهما ألبتة ) وقوله « لو کان لابن آدم وادیان من ذهب لابتغی لهما ثالثا » (7) وقال ابن جریر { ما ننسخ من آیة } (8) ما ینقل من حکم آیة إلی غیره فنبدله ونغیره وذلک أن یحول الحلال حراما والحرام حلالا والمباح محظورا والمحظور مباحا ولا یکون ذلک إلا فی الأمر والنهی والحظر والإطلاق والمنع والإباحة فأما الأخبار فلا یکون فیها ناسخ ولا منسوخ وأصل النسخ من نسخ الکتاب وهو نقله من نسخة أخری إلی غیرها وکذلک معنی نسخ الحکم إلی غیره إنما هو تحویله ونقل عبارة إلی غیرها وسواء نسخ حکمها أو خطها إذ هی فی کلتا حالتیها منسوخة ."