خلاصه ماشینی:
"و لأن الفکر السیاسی القومی هذا لم یستطع أن یدرک هذه العلاقة العمیقة بین بنیة السلطة و طبیعة الدولة القومیة التی کان یطالب بها،فقد رکز جهده فی إطار بناء مفهوم الوحدة العربیة، علی مفهوم جوهری هو الهویة العربیة بمعنی تماثل العرب فی أی قطر کانوا،فی ثقافتهم و لغتهم و نمط حیاتهم و مصالحهم و مصیرهم و من ثم تماثل مطالبهم.
أم هل نقصد التعاون من أجل دفع التیار الدیمقراطی الولید إلی الأمام؟و فی جمیع الحالات،کیف نستطیع الوصول إلی ذلک؟و ما هی القوی التی نمثلها أو نراهن علیها لتحقیق هذه الأهداف،سواء کانت قوی اجتماعیة أم سیاسیة أم ایدیولوجیة و معنویة؟و هل نعتمد فی ذلک علی الشعور العمیق النامی لدی النخب الاجتماعیة و لدی فئات واسعة من المجتمع بالمأزق الذی وصل الیه النظام الراهن،أم علی النقمة المتصاعدة ضد سیاسات القمع و التمزق و النزاع المحلی و احتکار السلطة و خنق المبادرات القاعدیة،و علی الرغبة فی التغییر؟و ما هی قاعدة التیار الدیمقراطی الراهن؟هل هی نمو ظروف موضوعیة اجتماعیة و اقتصادیة و سیاسیة تمکن من تجاوز الوضع القائم،أم هی تطلع فئة أو فئات المثفقین بالمعنی الواسع للکلمة،من الذین فقدوا الثقة جزئیا أو کلیا بالأحزاب التقلیدیة المحافظة أو التقدمیة و بالایدیولوجیات التی کانت تحملها،الی إیجاد فرص أفضل أو هامش أکبر من الحریة و بالتالی للمشارکة فی السلطة الاجتماعیة و فی الشؤون العامة؟هذه نماذج أخری من الأسئلة التی ینبغی أن لا تغیب أیضا عن أذهاننا و نحن نطرح مسألة الدیمقراطیة فی المغرب العربی."