خلاصه ماشینی:
"هناک سمة أخری من سمات القوی العاملة العربیة و هی،تدنی مساهمة المرأة فی النشاط الاقتصادی بصفة عامة و الأنشطة غیر الزراعیة بصفة خاصة،و تتباین المعلومات حول تلک الظاهرة تباینا کبیرا،و لذلک فقد اعتمدنا علی تقدیرات منظمة العمل الدولیة حول معدلات النشاط الخام ضمانا لاتساق المقارنة بین البلدان العربیة و بعضها البعض،و الجدول رقم(6)یلخص تلک البیانات،و أول ما یلفت النظر هو،أن معدل النشاط بین الاناث منخفض جدا فی کل البلدان العربیة بالمقارنة بمثیله بین الذکور،و قد تکون التقدیرات متحیزة الی أسفل بعض الشیء نتیجة طریقة جمع المعلومات،فی تعدادات السکان و مسوح القوی العاملة،حیث تظهر المرأة التی تعمل فی الزراعة أو الحرف المنزلیة(مثل صناعة النسیج و السجاد)علی أنها«ربة منزل»فقط،و بالتالی یظهر معدل النشاط منخفضا،فالمرأة فی السودان و الصومال علی سبیل المثال تقوم،بحوالی 80 بالمائة من النشاط الزراعی فی بعض المناطق،و علی الرغم من ذلک یلاحظ،أن معدلات النشاط الخام منخفضة جدا حتی فی البلاد العربیة التی قطعت فیها المرأة شوطا کبیرا نحو المساهمة فی الحیاة العملیة مثل مصر،حیث یصل معدل النشاط 75,4 بالمائة،سوریا 8 بالمائة،الاردن 25,4 بالمائة و یرتفع فی بلاد مثل تونس 50,14 بالمائة،و لبنان 6,14 بالمائة،و الکویت 12 بالمائة،و تتخذ هذه الظاهرة أهمیة خاصة فی البلاد العربیة المستقبلة للعمالة،حیث ان مسألة تعظیم مساهمة الید العاملة الوطنیة و احلالها محل العمالة الأجنبیة تحتل مکانة مهمة فی خطط التنمیة،و من هنا، فان زیادة نسبة ساهمة المرأة فی النشاط الاقتصادی یتخذ أهمیة بارزة،و تحاول تلک البلدان أن تحدث هذا التطور فی اطار من التقالید و العادات التی لا تجعل من السهل تحقیق هذا الهدف فی شکل طفرة واحدة."