خلاصه ماشینی:
"فغیاب السلطة الوطنیة المنظمة لأوضاع المجتمع الداخلیة أدی إلی ضرورة أن تبرهن القوی السیاسیة الفلسطینیة قدرتها علی التعامل مع هذا الواقع الهش من خلال الموافقة الفعلیة علی العمل ضمن مساحة استیعاب و تنظیم للخلافات،بصورة تکون مقننة و منظمة ذاتیا، تحت مظلة ما أصبح یعرف بمفهوم«الوحدة الوطنیة».
و نتیجة التحول الذی طرأ علی«حماس»جراء تفاعل العناصر الثلاثة،و ما نجم عن ذللک من تکون صورة ایجابیة عنها داخل الأرض المحتلة،استطاعت الحرکة أن تحدث لجماعة الاخوان المسلمین اخترافا کبیرا و انقلابا أساسیا داخل الساحة السیاسیة الفلسطینیة،و أن تکلل مساعیها للاستحصال علی الشرعیة بالرغم من منافستها لمنظمة التحریر الفلسطینیة بالنجاح التام.
أما العنصر الثانی الذی یبدو أیضا أن حرکة«حماس»قد خسرته مع توقیع الاتفاق فهو استمرار المواءمة و الانسجام الداخلی بین منطلقاتها و اعتباراتها المبدئیة و السیاسیة و المصلحیة، و التی انصهرت بفعل عوامل کثیرة فی بوتقة واحدة أعطت موقف و أهداف الحرکة قوة دفع ذاتی کبیرة خلال فترة الانتفاضة و حتی الاعلان عن الاتفاق.
لکن بالرغم من أن العنصرین اللذین یبدو أن«حماس»خسرتهما مع الاتفاق،و ما نجم عن ذلک من تحسبات داخل الحرکة،ضروریة للأخذ بالاعتبار فی تحلیل و تقویم الکیفیة التی ستتعامل فیها قیادة هذه الحرکة مع الوضع الجدید الناجم علی الساحة الفلسطینیة جراء الاتفاق،یجب أن لا یسارع إلی الاستنتاج بأن هذا الجانب سیلعب الدور المحدد بشکل کامل لمسار«حماس» المستقبلی.
(52)من الدلائل علی أن هذا الموقف أصبح مؤرقا لحرکة«فتح»داخل الأرض المحتلة،و محرجا لها أمام الناس،إصدارها بیانا علی شکل اعلان مدفوع الأجر فی صحیفة القدس،2/11/1993،لتفسیر و إیضاح التصریحات التی کان قد أدلی بها أحمد غنیم حول عملیة مقتل مستوطن اسرائیلی قرب رام الله،و نفی البیان أن یکون غنیم قد شجب هذه العملیة."