خلاصه ماشینی:
"و لقد فشلت هذه السیاسات فی الوصول بالأقطار العربیة إلی مرحلة الإقلاع فی النمو الاقتصادی أو فی بناء قواعد إنتاجیة عمیقة من النوع الذی تصاحبه السیطرة علی التقانة المتقدمة،و بالتالی من النوع الذی یمکن تلک الأقطار من بناء القدرة العسکریة الذاتیة بمستویاتها الحدیثة.
ثالثا:المقومات الداخلیة للتنمیة المستدیمة فعلی مستوی الاقتصاد الوطنی و الحرکیة الداخلیة لمقومات التنمیة الاقتصادیة الناجحة و العوامل التی تمکن الاقتصاد من الإقلاع علی وتیرة عالیة من النمو التقسیم،تجدر الإشارة إلی أن هذه العوامل هی حصیلة نهضة حضاریة و تطور اجتماعی و ثقافی بعید المدی و عیمق الغور و متعدد الأوجه،بحیث یصل بالتنظیم المؤسسی للمجتمع و الاقتصاد إلی مستویات من الرقی لا یتسع المجال لوصفها باستفاضة،إلا أنها تظهر علی الصعید بالاقتصادی،بتحدیده الضیق،فی الأبعاد الأساسیة التالیة: 1-توفر تراکم عالی المستوی من رأس المال البشری الفعال المتمثل فی قوة عمل نشطة، تتمیز بروح المبادرة و الکفاءة العالیة و تنوع المهارات و رقیها،و الاجتهاد فی الإتقان.
إن أبعاد هذا الموضوع فیما یتعلق بمستقبل الصراع العربی-الصهیونی هی التالیة: من وجهة نظر التقدم الاقتصادی للأقطار العربیة،تتجه هذه الأقطار إلی الانفتاح علی الاستثمار الأجنبی و العمل علی اجتذابه کمکمل للادخار الوطنی،و بالتالی کمعظم لحجم الاستثمار و وتیرة النمو الاقتصادی و کعامل مساعد و فعال فی نقل التکنولوجیا و توطینها.
إن تحریر التجارة و فتح الأسواق بین الدول العربیة و الاندماج الاقتصادی فی إطار عربی هو أمر أکثر یسرا و أقل کلفة من إعادة تکوین الهیاکل الإنتاجیة التی یستتبعها إزالة الحواجز التجاریة فی الإطار الأوروبی و الإطار العالمی،بل إن للتکتل فی الإطار العربی مزیة کبری للتخفیف من تکالیف الانضمام إلی منظمة التجارة العالمیة،و ذلک لأن الانضمام إلی هذه المنظمة یترتب علیه استحقاقات شدیدة الوطأة لجهة إزالة الحواجز مع الدول الأخری الأعضاء فی المنظمة دون تمییز."