خلاصه ماشینی:
"و لکن ما هی المؤسسات التی تحول دون الاحتکام إلی الشارع،و تنظم الفصل الوظیفی بین الاختصاصات و السلطات و تلملم المصالح و تحتوی النزاعات؟لقد تحول الدین سیاسیا و عملیا، و بسبب فقدان الضوابط فی بعض المجتمعات العربیة،خصوصا تلک التی تتمتع بدرجة من (*)قدمت أبحاث هذا الملف إلی الندوة التی نظمتها الجمعیة العربیة لعلم الاجتماع حول«الدین فی المجتمع العربی»و التی عقدت فی القاهرة خلال الفترة 4-7 نیسان/ابریل 1988.
هل ستؤدی کل هذه المناظرات فی الکتب و وسائل الاعلام و کذلک غنی التجربة السیاسیة المعاشة إلی الإنسجام بین الدین و السیاسة،أم إلی مزید من التشویه فی صورة الأدیان مع توطید سلطة أو سلطات دینیة منافیة للحریة تحت ستار تطبیق الشرائع أو البحث عن الأصالة؟ لیست التجربة المصریة قابلة للتعمیم و لکنها حالة معبرة فی مسار احتواء النزاعات المسیسة دینیا.
یمکن رصد أربع وسائل تنظیمیة فی التجربة المصریة: 1-خطة امتداد اشراف وزارة الأوقاف علی کل المساجد:إن المساجد«منارات تنطلق منها إلی اغتیال اکتوبر(القاهرة:سینا للنشر،1987)،ص 286:محمد عمارة،الدولة الاسلامیة بین العلمانیة و السلطة الدینیة(القاهرة،بیروت:دار الشروق،1988)،ص 231؛محمد أحمد خلف الله ،القرآن و الدولة،ط 2 (بیروت:المؤسسة العربیة لدراسات و النشر،1981)،ص 163؛فرج فودة،قبل السقوط:حوار هادیء حول تطبیق الشریعة الاسلامیة و التیار السیاسی الاسلامی و مصریة مصر(القاهرة:[د.
2-وظائف الدولة المجال المحاید إن الدولة العصریة المتمایزة الوظائف،بها فیها الشؤون الدینیة مهما کانت واسعة و شاملة، تفترض أمرین تثبتهما التجربة المصریة المعاشة،هما: أ-نمط دیمقراطی لیس علی مستوی الدولة فقط بل فی الحیاة الاجتماعیة:یؤدی الإقرار بتمایز الاختصاصات إلی تنظیم علاقة انسجام أو علاقة مقننة بین الدین و السیاسة."