خلاصه ماشینی:
"و لعل فی تاریخها عبرة لمعرفة التطور،و الاتصال بعمل الأزمنة لتکاملها فقد بلغت فی المعاجم الاهتمام العظیم،و المؤلفات الخالدة الأخری،فکانت من أکبر الأدلة علی هذه المکانة و قیمتها العلمیة و الأدبیة بل إن إهمال ذلک جهل(بالمجری التاریخی)و تضییع لعمل الأمة فی عصور عدیدة مما یفیدنا کثیرا،و إضاعة للاصلاح بتحقیق المطالب التی أشغلت الأفکار مدة و أنتجت ثروة لغویة لا تقدر قیمتها فکان جمعها و عرضها للاستفادة،و بأکمل وجه و مراعاة ما هی بحاجة الیه...
و کثرة المؤلفات تحتاج الی ترتیب و تتکون منها مواضیع عدیدة، تعد من مباحث(التاریخ الأدبی)تارة إلا أنها فی الوقت نفسه من أجل مصادر المباحث فی اللغة و تاریخها.
هذا و ان المعاجم و کتب الطبقات و مادة اللغة کل هذه لا تکفی للتعریف باللغویین و انما تحتاج الی ادراک تاریخ هؤلاء من أصحاب الآثار اللغویة.
من ترکیة و فارسیة؟و یهمنا ان نتناول هذا الموضوع فنعین مصادر اللغة فیه لما بعد العهود العباسیة حتی العهد العثمانی أی من سنة 656 هـ-1258 م الی سنة 941 هـ-1534 م و مصادر لغتنا: 1-ما کانت علیه اللغة العربیة فی سابق عهودها،و المصادر التی عیناها و المباحث التی تصلح أن تکون موضوع البحث،و لا فرق بین العهدین الا فی أن هذا الأخیر تال للعهد السابق و ان نمضی فی طریق ذلک.
و من ثم نری معاودة النظر فی المادة السابقة و مباحثها،و هکذا ما جری من ترتیب،و ما زاد فیها من مادة کما هو الشأن فی العهود الماضیة،و أمر آخر و هو الجمع بین المواطن و الأمکنة، و غریب الکتاب الکریم و غریب الحدیث و ما جاء فی الرسائل التعلیمیمة و العامة،فتکون منه موضوع اللغة الجدید،فأدخلت هذه المطالب فی لغتنا،وزادت فیها،بل یصح أن تزاد..."