خلاصه ماشینی:
جنوب الجزائر،یعتبر أقدم و أول معهد عال حر فی القطر الجزائری،أسسه سنة 1334 هـ/1925 م زعیم الحرکة الإصلاحیة فی جنوب الجزائر، و أحد المؤسسین الأوائل لـ(جمعیة العلماء المسلمین الجزائریین)سنة 1931،العلامة الراحل الشیخ إبراهیم بن عمر بیوض(1899-1981)و منذ التأسیس فی العشرینات لم یتوقف المعهد عن رسالته التربویة و التعلیمیة فی مختلف العلوم الشرعیة و الحضاریة و الإنسانیة،و قد استوعبت برامجه منذ الخمسینات المواد العلمیة و اللغات الأجنبیة،و تخرج فی المعهد العشرات من رجال الإصلاح و التربیة و التعلیم و الأدباء و الکتاب و الشعراء و أعضاء البعثات العلمیة خارج الجزائر،یدیر المعهد منذ الأربعینات أستاذ الأجیال المتعاقبة شریفی سعید أمد الله فی عمره.
و کان للدعوة(العبدویة)إلی إصلاح التعلیم فی(الأزهر)أثرها فی الدعوة إلی إصلاح نظیره فی(الزیتونة)بتونس و ازدادت هذه الدعوة إلحاحا و عنفا فی مستهل هذا القرن23،و استمر الإلحاح من أجل إصلاح التعلیم الزیتونی متصاعدا،فقد کانت(الزیتونة)قلعة من قلاع التحدی فی وجه الدخیل،و قبلة أبناء المغرب العربی،و ما کان یرضی محتل البلاد أن یری القلعة راسخة الأرکان،عالیة الأسوار،شامخة الأبراج،عامرة الجنبات،و کما تزعم(محمد عبده)إصلاح التعلیم الأزهری،تزعم(الطاهر ابن عاشور)24إصلاح التعلیم الزیتونی،و حتی مستهل الثلاثینات کانت النظرة الإصلاحیة فی الجزائر إلی الوضع التعلیمی فی الزیتونیة،کما حددها (الزاهری)25: «منزلة جامع الزیتونیة فی قلوبنا،و قلوب الأمة الجزائریة کلها،هی منزلة عالیة جدا،فکلنا نحبه و نرضاه و نهفو إلیه،و نتمنی له الخیر و زیادة العمران،و لکن هذا لا یمنعنا من أن نبدی ملاحظتنا علی ما نشاهده فیه مما لا یتفق و سمعته،و یضیف:إن التعلیم بحالته الحاضرة فی الزیتونة هو مما لا یلیق بکرامة تونس،و لا بسمعة هذا المعهد الدینی الکبیر»26.