خلاصه ماشینی:
"900,NewYork,1974 و فی حین کانت العربیة قد بلغت نضجها منذ أکثر من خمسة عشر قرنا، کما مر بیانه،لم تکن الإنکلیزیة القدیمة تشبه الإنکلیزیة الحدیثة من قریب أو من بعید.
فکان من طبیعة ذلک أن یؤدی إلی أن تصبح أکثر معانی،و أوفر مبانی،و أغزر ألفاظا و تعابیر،من کثیر من اللغات التی هی أحدث عهدا و أقصر عمرا منها،فی حال تعرض هذه و تلک لظروف و عوامل متشابهة.
و فی معجمات المعانیالعربیة من أمثال(الألفاظ الکتابیة)للهمدانی، و(المخصص)لابن سیده،و(متخیر الألفاظ)لقدامة بن جعفر،و غیرها،قدر هائل من المتردافات التی نمت و تکاثرت مع قدم اللغة العربیة،و هی مفیدة جدا فی وضع المصطلحات المتقاربة المعنی علی غرار ما مر بیانه.
و هی مبثوثة فی المعجمات و کتب التراث و دواوین الشعر القدیم،و هذه الألفاظ المهجورة التی لا تکاد تستعمل الآن بمعانیها الأصلیة ذات فائدة کبیرة فی وضع المصطلحات.
و کل ذلک مما جعلها أوفر إمکانات لتولید الألفاظ للتعبیر عن المعانی الجدیدة و صیاغة المصطلحات العلمیة و الحضاریة.
و قد عملت الحرکة العلمیة الناشطة،التی بدأت و استمرت فی هذه البلاد منذ القرن التاسع المیلادی،علی التقدم المستمر للعلوم و المعارف بما نقلته إلی اللغة العربیة من علوم الیونان و الهند،و نقدته و حققته و عدلت فیه و أضافت إلیه.
فکان هذا النشاط العلمی الحثیث مما طور اللغة العربیة و أنماها و أغناها ورفدها بالمفردات و المدلولات و المعانی العلمیة الجدیدة باستمرار،لجعلها تماشی روح العصر علی مر الزمن،حتی باتت الموضوعات و المواد العلمیة التی نمت فی هذه البلاد تدریس فی أوربا حتی مطالع القرن السابع عشر.
و هکذا بات فی اللغة العربیة ذخیرة کبیرة من المصطلحات العلمیة التی هی من أهم مقومات صلاحها للعلم و التعلیم فی هذا العصر."