خلاصه ماشینی:
"تستثنی الآیة هنا من أهل الکتاب-الذین تعرضوا للنقد فیما سبق-طائفة نهذت العناد و التعصب و آمنت بالله،و الإسلام،و ما انزل الیها من قبل و لم تساوم علی آیات الله و أحکامه،فتغیر فیها و تبدلها نزولا عند رغبات الحکام و تلبیة للأهواء و المصالح فی مقابل أجر زهید و ثمن قلیل،کما کان یفعل بعض الأحبار و الرهبان،و إنما تعمق ایمان هذه الطائفة،فخشعت لله،فأثابها الله الجزاء السریع و الأجر الجزیل.
یحوی هذا الختام توجیها قرآنیا رائعا لکل المؤمنین و فی کل الأعصار،فتوجه لهم الخطاب باعثة فیهم روح التجمع علی الایمان و الإحساس بالوحدة الإجتماعیة المتکاملة،و تبین لهم العناصر اللازم توفرها فی المجتمع المؤمن لکی یحقق أهدافه الإنسانیة السامیة،و هی: أولا:العقیدة الواقعیة المنسجمة مع الفطرة،و التی یقوم علیها نظام یصلح للحیاة الإنسانیة و یقودها نحو کمالها.
إحتیاطا لإرجاع أموال الیتامی و الحفاظ علیها،تأمر الآیة بامتحانهم لمعرفة ما إذا کانوا قد بلغوا سن النکاح(البلوغ)بالإضافة الی قدرتهم علی حسن التصرف فی المال (الرشد)فإن علم منهم ذلک تدفع الیهم أموالهم،أما قبل هذه المرحلة،فان الآیة تنهی عن الإعتداء علیها و الإسراف فی أکلها (تصویرتصویر) بحجة القیام بشؤون الولایة،و الإسراع و المبادرة لصرفها فی شؤون الولی فبل أن یکبر الطفل فیطالب بها.
نعم إذا فعلت المرأة فاحشة،فإن لزوجها الحق فی التضییق علیها، لتتنازل عن شیء من مهرها فی قبال الطلاق،لأنها تجاوزت حقوق الزوجیة الطاهرة التی یرید الإسلام أن یؤطر بها العائلة،فیدعها تقوم علی أساس المعاشرة بالمعروف و الحسنی،و یبتعد بها عن الإنفعال الوقتی المهدم،بعد تذکیر الإنسان بأنه قد یکره شیئا غافلا عما فیه من خیر کثیر لعدم إحاطته بکل الظروف."