خلاصه ماشینی:
"نزع القرنیة من عین إنسانوزرعها فی عین آخرالحمد لله والصلاة والسلام علی رسوله وآله وصحبه وبعد :فبناء علی ما رآه مجلس هیئة کبار العلماء فی الدورة العاشرة المنعقدة بمدینة الریاض فی الأیام الأخیرة من شهر ربیع الأول , والأولی من شهر ربیع الآخر عام 1397هـ من دراسة البحث المعد فی نزع القرنیة من عین إنسان وزرعها فی عین آخر فی الدورة الحادیة عشرة وطلبه کلمة فی ضابط الإیثار المرغب فیه شرعا , وأخری فی ضابط المثلة الممنوعة شرعا , وثالثة فی مدی ملک الإنسان التصرف فی نفسه أو فی عضو من أعضائه , تتمیما للبحث کتبت اللجنة الدائمة للبحوث العلمیة والإفتاء فی المسائل الثلاث ما یلی :والله الموفق (14/39) ا- ضابط الإیثار المرغب فیه شرعالما کان تمییز الإیثار المحمود شرعا من غیره یتوقف علی تتبع النصوص التی وردت فیه من الکتاب والسنة وتدبرها مع الاستعانة بکلام العلماء السابقین فی ذلک ، کان لزاما علینا أن نستعرض جملة من الآیات والأحادیث فی الإیثار ، وجملة أخری من کلام أهل العلم فیه ، ثم نستخلص من ذلک المطلوب إن شاء الله فنقول :قال الله تعالی : (فی سورة الحشر ) { والذین تبوءوا الدار والإیمان من قبلهم یحبون من هاجر إلیهم ولا یجدون فی صدورهم حاجة مما أوتوا ویؤثرون علی أنفسهم ولو کان بهم خصاصة ومن یوق شح نفسه فأولئک هم المفلحون } (1) فأثنی جل شأنه علی الأنصار الذین استوطنوا المدینة قبل غیرهم من المهاجرین ، بحبهم من هاجر إلیهم من المؤمنین ، وبطهارة قلوبهم من الأحقاد وسلامتها من الضغائن ، وبطیب أنفسهم وکرمها وسماحتها حیث لم یجدوا فی دخیلتهم حرجا مما أوتی المهاجرون من الفیء وغیره من الأموال ، وبإیثارهم المهاجرین علی أنفسهم بما شرحته أحادیث الإخاء الذی عقده الرسول صلی الله علیه وسلم بین المهاجرین والأنصار ، بهذا وأمثاله أثنی الله علیهم وکتب لهم الفوز والفلاح ."