خلاصه ماشینی:
"وهناک عوامل أخری أدت إلی تراجع دور هذه المؤسسة الحیویة، فمعظم الذین یقبلون علی الزواج لا یتلقون تدریبا کافیا یؤهلهم للمرحلة الجدیدة من حیاتهم، وتفتقد مجتمعاتنا لمکاتب الإرشاد والإصلاح الأسری لاحتواء الخلافات الأسریة والحیلولة دون حل جمیع المشکلات بالطلاق وحده، کما أن عدم إقرار قانون للأحوال الشخصیة فی بعض البلاد الإسلامیة قد ألقی بآثاره السلبیة علی مؤسسة الأسرة، وأحیانا وجود قوانین وأنظمة لم تتم مراجعتها منذ عقود طویلة، ولم تعد مستجیبة لتطورات العصر..
فی الواقع، إن تراجع دور المدرسة واهتزاز المکانة الاجتماعیة للمعلم یعود إلی عدة عوامل، منها: عدم الرضا الوظیفی لدی غالبیة العاملین فی القطاع التعلیمی، واختیار أشخاص غیر مؤهلین لممارسة مهنة التعلیم بما تتطلبه هذه المهنة من حب وصبر وسعة صدر، ودلیل ذلک: الممارسات السلبیة التی تصدر من بعضهم، کالعنف البدنی واللفظی وطغیان الجانب المادی علی الجانب الأخلاقی والقیمی، وعدم الشعور بالمسؤولیة واللامبالاة من قبل الطلبة، وعدم مرونة المناهج وکثافتها؛ مما دفع بالمعلمین إلی أن یکونوا فی سباق مع الزمن من أجل الانتهاء من الموضوعات المطلوبة، وبعد غالبیة المناهج عن الواقع وترکیزها علی الجانب النظری دون التعرض لمشکلات الشباب والأزمات التی یمرون بها.
لقد وجهت انتقادات عدة( 266 ) إلی کیفیة معالجة معظم الوعاظ والخطباء للمشکلات الأخلاقیة فی مجتمعاتنا؛ فهم ینظرون إلی مشکلات المجتمع المختلفة علی أساس أنها مشکلة واحدة دون بحث وتنقیب، وهم یقرون أن أسباب هذه الأزمات والمشکلات عدیدة، لکن سبیل معالجتها واحد وإن تعددت آلیاتها، ویکون عبر إحیاء الضمائر المیتة وإیقاظها من سباتها العمیق."