خلاصه ماشینی:
"و یکتفی بقیام اتفاقات جمرکیة و تجاریة،و معاونات ثقافیة بین الدول العربیة و قد یکون هناک تعدیل فی بعض نصوص المعاهدة المصریة الانجلیزیة،و قد یصل الی تقریر جلاء الجنود البریطانیین عن الاراضی المصریة وقت السلم،و تقبلها فیها أیام الحرب و عند خطر الحرب،أو عند مجرد خشیة الحرب و الرغبة فی الاستعداد بمقاتلة طواریء الحرب،أو ما الی ذلک مما یجید الخبراء التفنن فی صیغه و عباراته،کما قد یصل الی البت فی أمر السودان و استقرار نوع علاقاته بمصر،و علاقة مصر بالنیل کله و بحیراته کلها، لکن مع بقاء مصر دائما فی حظیرة العلاقات البرطانیة،و عن طریق معاهدات مصریة انجلیزیة،و خضوع النشاط الدولی المصری لاعتبارات هذه المعاهدات أما اذا کانت النتیجة المترتبة علی الحرب هی حالة النصر الحاسم للأمم المتحدة، فاحسب أن النظرة الی الاحداث ستکون غیر النظرة،و أن جو المفاوضات سیکون غیر الجو،و اعتبارات البشریة غیر الاعتبارات،و کرامة الانسان غیر الکرامة،و مساواة الأمم غیر المساواة،و طبیعة العلاقات بین الدول غیر الطبیعة و أغلب الظن عندی أن مصر هذه الحالة لن تکن بمعزل عن التیارات العالمیة،و لن تحرم من أن یکون لها صوتها فی تکییف الدنیا الجدیدة،و منأن تکون لها«مکانتها فی بناء العالم بعد الحرب» نصیب مصر من تدعیم النظام العالمی الجدید و لکن ما نصیب مصر من تدعیم النظام العالمی الجدید،و کیف تساهم مصر فی التعاون المنشود بعد الحرب؟ لکی نجیب عن هذا السؤال یجب أن نستحضر فی أذهاننا أن العوامل الاقتصادیة و الاجتماعیة ستتقدم العوامل السیاسیة،و أنها هی التی سترضخ لها اعتبارات التعاون فی العالم الجدید جمیعا."