خلاصه ماشینی:
"و قائد جیشهم الاعلی الآن المارشال أیزنهور المانی الاصل و لکنه یحارب الالمان بکل قوة و شدة فالقومیة الوطنیة التی تربطها اللغة و الدین و الاقلیم والمصلحة المشترکة،هی التی تدفع القوم للدفاع عن قومیتهم،و لا شأن هنا للدم و لا للسلالة النسلیة أی انه لا شأن للرابطة البیولوجیة بتاتا ان التعصب لفکرة أن القوم الواحد نتاج سلالة واحدة،و أن الدفاع عنه لاجل بقاء هذه السلالة نقیة من دماء السلالات الاخری،لهو تعصب ضار بالمدینة العصریة التی تحتم الاختلاط و الامتزاج،فضلا عن ان الفکرة خاطئة کما تقدم و الغریب جدا فی هذا العصر ان بعض الدول المستعمرة تحرم مهاجرة بعض الامم الی مستعمراتها کاوسترالیا و نیوزیلاندا مثلا.
ان سوریا الیوم هی ما انتهی الیه أمرها من تغلب العروبة علی لغتها و دینها،و أصبحت تقالیدها عربیة لا غش فیها بحسب العوامل الطبیعیة لتکوین الامم و الغریب فی مصر بعد انقضاء دول الفراعنة،و تقلب دول أخری غریبة علیها،قام فی العهد الاخیر أناس یزعمون ان المصریین من سلالة الفراعنة.
تحقق ذلک فی دائرة المعارف البریطانیة تحت عنوان لغة و لکن المالطیین یستنکفون أن یقال انهم عرب فی الاصل،و ان لغتهم عربیة ممسوخة علم القاریء مما تقدم أنه ما من أمة علی سطح الارض تستطیع ان تزعم انها ذات سلالة نظیفة من سلالات أم أخری.
فما کانت رابطة الدین أقوی من رابطة اللغة تختلف الامم الآن بعضها عن بضع،لیس بالسلالة لان السلالات جمیعا تلاشت بعضها فی بعض،و انما تختلف فی مدینتها و عمرانها و عاداتها و هذه تتوقف علی ثقافاتها، فلا یمیز الاوربی،نفسه عن الصینی و الهندی باعتبار أنه من سلالة أشرف و أنقی بل باعتبار أنه أرقی ثقافة و تمدنا و قد ظهر أخیرا داء السؤدد فی بعض الامم."